تقرير: صناعة "الخمير" في اليمن تقاوم الأزمات

     
خطوط برس             عدد المشاهدات : 140 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تقرير: صناعة "الخمير" في اليمن تقاوم الأزمات

يحرص عبده عثمان على الإشراف الكلي والمرور في الصباح الباكر بعمّاله وهم يضعون اللمسات الأخيرة على "العجينة" قبل البدء بتقطيعها إلى دوائر صغيرة في محل صغير مكتظ بالعمال يتوسط شارعي جمال والتحرير وسط عاصمة اليمن صنعاء. بعد ذلك يشغل "المقلى" الممتلئ بالزيت والموضوع على النار لصناعة فطائر "الخمير" التي تحظى برواج واسع في مختلف مدن ومناطق اليمن بمسميات وأشكال مختلفة ومتعددة.

يقول عثمان لـ"العربي الجديد" إنّ هذه الوجبة اليمنية الشهيرة تواجه تحديات واسعة، بسبب ارتفاع أسعار الدقيق والقمح والحبوب، إذ ثمة صعوبة بالغة في الاستمرار بإنتاجها اليومي بالسعر المحدد والمناسب لكل الفئات، خصوصاً محدودي الدخل، بينما يتحدث العامل الآخر سليم العماري لـ"العربي الجديد" عن أن مواد إعدادها كثيرة ومكلفة، إذ تحتاج إلى الدقيق والزيت والخميرة وغيرها من المكونات لإنتاج "الخمير" التي تُتناول مع الشاي اليمني بالحليب، المعروف باسم الشاي العدني. 

وتحافظ فطائر "الخمير" على سعرها المعتاد المتداول في المقاهي والمحلات التي تقدمها مع أطعمة أخرى، خصوصاً في وجبة الإفطار، إذ يتراوح سعرها بين 50 و100 ريال للفطيرة الواحدة، بحسب الحجم، في حين تزيد عن 150 ريالاً في مدن مثل عدن وتعز جنوب غربي اليمن. يعتبر "الخمير" أو "العُشر" كما يطلق عليه في بعض مناطق اليمن مثل تعز، أو "الزلابيا"، بحسب التسمية الشهيرة له في عدن؛ وجبة الإفطار الرئيسية الأهم للمواطنين البسطاء والفقراء ومحدودي الدخل في مختلف المدن اليمنية، خصوصاً عمال الأجر اليومي الذين يدشّنون يومهم في الصباح الباكر بفطائر "الخمير".

يؤكد الخياط في شارع "هائل" بصنعاء وليد السالمي، لـ"العربي الجديد"، أن وجبة "الخمير" والشاي العدني مهمة جداً للعاملين في مجال الخياطة بسبب قربها منهم، وأسعارها المناسبة لدخلهم، إذ يلاحظ انتشار محال ومشاغل الخياطة حول المواقع العاملة في هذه الصناعة.

تكتظ العاصمة اليمنية صنعاء، خصوصاً وسطها وجنوبها وغربها، مثل مناطق التحرير وشارع جمال والصافية وشارع هائل، والأهم في شارع المطاعم الشهير في قلب منطقة التحرير بالعاصمة اليمن، بالمقاهي والمحال التي تقدم وجبات "الخمير" مع الشاي العدني، وخبز الطاوة مع اختلاف تقديم هاتين الوجبتين الشهيرتين، إذ يهيمن "الخمير" على وجبة الإفطار، بينما يناسب خبز الطاوة وجبة العشاء. 

•سلسلة مهن مرتبطة بـ"الخمير" في اليمن

يشرح المحلل الاقتصادي أحمد الرماح، لـ"العربي الجديد"، كيف أصبح في مثل هذه الأماكن اقتصاد متعدد يرتبط بسلسلة من المهن والأعمال، مثل صناعة "الخمير" أو "المقصقص"، كما كان يطلق عليه قديماً أو "العُشر"، إذ يعمل في هذا الجانب عدد كبير من العمال يتوزعون على إعداد "العجينة" وتقطيعها وغمرها بالزيت لإنضاجها، وفي إخراجها وتجهيزها وتقديمها للزبائن لتناولها.

تتضمن السلسلة أيضاً عملية إنتاج الشاي العدني أو الشاي الأحمر بدون حليب، إذ إن هناك عدداً من العمال في المقاهي يعملون على إنتاجه بتوازن دقيق بين مقادير الشاي والحليب والسكر، ومن ثم الهيل؛ وهو نوع من التوابل يضاف إلى الشاي بعد وضعه في الكوب. بحسب الرماح، فإن رواج منتجات هذه المهن والأعمال يخلق حركة تجارية متوسطة، إذ تتعدّد السلع الداخلة في صناعة وإنتاج مثل هذه المأكولات والوجبات والمشروبات، في ظل وضع معيشي متردٍّ يطاول جميع سكان اليمن. 

ويحاول اليمنيون التشبث بقدر الإمكان بأعمالهم ومهنهم وحرفهم، للمحافظة عليها والبقاء والصمود، ولو بأقل القليل، في وجه مشقة الحياة.

العربي الجديد


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

قرار سعودي بإسقاط مأرب

اليمن السعيد | 1761 قراءة 

مصدر يكشف عن تفاصيل القصف الصاروخي الذي استهدف سوق "فروة" بصنعاء

حشد نت | 1462 قراءة 

“تصعيد عسكري في اليمن.. تصريحات بن عزيز تشعل التوقعات!”

المرصد برس | 1286 قراءة 

السعودية تحرك جهود المصالحة.. ما وراء هذه الخطوات التي أثارت غضبًا حوثيًا؟

بران برس | 960 قراءة 

هذا هو السبب الذي دفع بالسعودية الى استدعاء بن ماضي الى الرياض

عدن تايم | 766 قراءة 

تحركات عسكرية جنوب الحديدة تُنذر بانفجار وشيك للأوضاع

شمسان بوست | 755 قراءة 

“الشرعية تعلن انطلاق التحرير.. وحزم أمني ضد تسريب الأسرار العسكرية!”

المرصد برس | 702 قراءة 

ترامب يوجه البنتاغون للتحرك عسكرياً ضد الحوثيين

تهامة 24 | 612 قراءة 

تقرير صيني يكشف الأمر الذي يُرعب أمريكا إن فكرت بحرب برية في اليمن

مساحة نت | 589 قراءة 

كوريا الجنوبية تصدم الشعب اليمني بخطوة جنونية لا يصدقها العقل

المشهد اليمني | 559 قراءة