قراءة المستقبل

     
العاصفة نيوز             عدد المشاهدات : 68 مشاهده       تفاصيل الخبر
قراءة المستقبل

منذ أيام مسيلمة وسجاح راج سوق المشعوذين والمنجمين بل وفي كل عام يخرج علينا أناس يزعمون أنهم يقرأون المستقبل. بل مما علمت أن كل رئيس دولة معه منجم يشير عليه! ومما نقل عن الاسكندر إنه حين اراد اجتياح الشرق مر على مصر وكان ثمة كرة خيطان عليه أن يفكها فما كان منه إلا ان ضربها بالسيف فانفلقت ! فزع كهنة آمون وكان جوابه هذا هو الحل كما قال شاعرنا السيف أصدق انباء من الكتب. وما زال التاريخ الإنساني يمشي ببطء نحو العقلانية.

وحاليا لولا وجود سلاح الفناء الكامل لدخلنا حربا كونية مع ذلك فالجنس البشري مهدد بحماقات من نوع ترامب وبوطين. وبايدن ونتن ياهو.

نحن الآن في عام 2024 ميلادية وسيكون رائعا لو أمكن قراءة المستقبل، وهو ما دأب المفكرون منذ القدم على محاولة سبر غور المستقبل؛ ففي القرن الثالث عشر للميلاد تصور الراهب الدومينيكاني (روجر بيكون ROGER BACON ) ( 1216 ـ 1292 م) من مؤسسي المدرسة السكولاستيكية، تخيل الناس وهي تركب عربات حديدة مبردة مقفلة تقطع المسافات على شوارع، تشنف الآذان بصدح فرقة موسيقية طول الرحلة، وهو واقع السيارات اليوم، كما تصور ذلك على قضبان حديدية، وهي القطارات التي وصلت الى مستوى الطيران فوق وسادات مغناطيسية بارتفاع عدة سنتمترات بسرعة 500 كم ساعة.

وفي القرن الخامس عشر دشن عبقري النهضة الإيطالية (ليوناردو دافنشي )(1452 ـ 1519 م) حزمة من الاختراعات العجيبة؛ من التلفون وغازات القتال السامة والتوربينات، وتصور (الباراشوت) على صورة هرم مقلوب مفرغ يتدلى منه انسان بحبل؟

وفي القرن السادس عشر قام الفلكي يوهان كبلر (JOHANNES KEPLER)(1571 ـ 1630 م) بوضع تصاميم النزول على سطح القمر، وهو مشروع أبوللو الأمريكي لاحقاً.

وفي القرن السابع عشر قام جون ويلكينس (JOHN WILKINS) بوضع تصميم الحاكي الجرامافون GRAMMOPHON). ) وبدأت موجة الخيالات العلمية (SCIENCE FICTION) تظهر على السطح بشكل مكثف منذ بداية الثورة الصناعية، لتبلغ ذروتها مع الرسو على سطح القمر. وفي عام 1840 م وصف الشاعر الأمريكي (ايدجار آلان EDGAR ALLAN ) لأول مرة فكرة (السايبورج CYBORG) ) شبه الكلي؛ على هيئة بشر بأعضاء صناعية، على غرار فيلم يد من حديد HAND OF STEEL ).

وبعده بخمس سنوات عام 1845 نشر الكاتب الفرنسي (ايميل سوفيستر EMILE SOUVESTRE)) نظرة مستقبلية بعنوان العالم كيف سيكون (LE MONDE TEL QU, IL SERA) ) وتجري أحداث القصة عام 3000 م.

وحسب نظرة الفرنسي (سوفيستر) سيكون هناك (اوتوبيا) عالم مثالي بمصانع كاملة ذاتية الآلية، ومدن بشوارع تحت الأرض (تنشيء الآن في اليابان أو فكرة أنفاق المترو عامة) ومناخ ينظم باليد (قريب منه اليوم مكيفات البيوت) وأهم من ذلك تنبؤه بمناخ اجتماعي، منظم بصرامة، تتحكم فيه تربية جماعية، مما يحوله الى مجتمع حديدي بارد، في صلابة الحديد وبرودته، وتبخر العواطف الانسانية والعلاقات الحميمة.

وفي نهاية القرن التاسع عشر بدا عصر الازدهار لتخيلات المستقبل بكثافة أشد ولعل أهمهم الكاتب الفرنسي جول فيرن (JULES VERN) في روايات متعددة له مثل الرحلة الى مركز الأرض، وعشرين ألف فرسخ تحت الماء، الذي مثله السينمائي الأمريكي (كيرك دوغلاس) في فيلم أخَّاذ، وطبعت الملايين من نسخ الروايات وبعدة لغات، ورواياته رائجة حتى اليوم. وفي بريطانيا وحدها ظهر قرابة 55 كتاباً عن الرحلات الى الكواكب بين عامي 1889 ـ 1915 م.

وكتب المؤرخ البريطاني (هربرت جورج ويلز H . G . WELLS) ) كتابه المشهور حول حرب العوالم وآلة الزمان.

ولكن بدأت صورة العالم المستقبلي الخلاَّب في الانكماش يجللها الفزع، عندما كتب ويلز قصته العالم يعيش حراً THE WORLD SET FREE) ) عام 1914 م يصف فيها النتائج المروعة لتفجير القنبلة الذرية، ولم يخب ظنه فقبل موته اكتحلت عيناه برؤية ماوصفه بقلمه من آثار تفجير السلاح النووي فوق رؤوس اليابانيين؛ فكان أكثر المتنبئن صدقاً ولكن في الاتجاه السلبي القاتم .

ثم ظهرت روايتان الأولى : لجورج أوريل (GEORGE ORWELLS) عام 1984 م) التي يصف فيها نظام توتاليتاري مرعب يمسك برقبة العالم، مسلح بكل التقنيات الحديثة، الى درجة التحكم في عواطف الحب بين الأنثى والذكر، مثله فيلم قصة المزرعة (THE FARM).

والثانية: رواية (الدوس هكسلي ALDOUS HUXLEYS) ) عن العالم الجديد الجميل، وفيه أشارة الى فكرة الاستنساخ التي نجحت في عام 1996 م وتم عرضها على الرأي العام العالمي للمرة الأولى في فبراير عام 1997 م على يد ايان ويلموت الاسكتلندي، قبل أن تقتل من نفس الفريق العلمي للآثار غير المشجعة.

هاتان الروايتان فجرتا المخاوف الانسانية في القرن العشرين لإمكانيات حدوث تحولات مريعة في المجتمع تبرر تشاؤمية الفيلسوف الدنماركي ( كيركجارد ) التي أطلقها قبل أكثر من 150 سنة بأن كل تقدم علمي سيوجه سلباً الى صدورنا لاحقاً ، في انهيار كوني لافكاك منه ولاخلاص.

وهو ماحاوله الفيلسوف الألماني المحدث (يورغن هابرماز JUERGEN HABERMAS) ) من مدرسة فرانكفورت شق الطريق فيه الى عالم مابعد الحداثة، في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من العقلانية الغربية.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تطور مفاجئ...رسالة سرية وعاجلة من الحوثيين للمجلس الانتقالي الجنوبي يحذروهم من هذه الجماعات

اليمن السعيد | 2085 قراءة 

إعلان إسرائيلي خطير بشأن هجوم محتمل على اليمن ودولة عربية أخرى بعد إيقاف حرب لبنان

المشهد اليمني | 1884 قراءة 

بشرى سارة بشأن صرف مرتبات ثلاثة أشهر لهؤلاء

وطن الغد | 1542 قراءة 

عاجل:اقالة مسؤول حكومي واحتشاد عدد من المواطنين امام هذا المرفق بعدن

كريتر سكاي | 1529 قراءة 

أسلحة أميركية وأوروبية حديثة بشوارع صنعاء “صور”

موقع الجنوب اليمني | 1288 قراءة 

اندونيسيا..ثعبان ضخم يبتلع رجلا بالكامل ! (صور)

موقع الأول | 1281 قراءة 

شاهد اول صورة لمرتكب جريمة اغتيال شيخ كبير في صنعاء

اليمن السعيد | 1266 قراءة 

عاجل : ابوظبي تعلن مقتل ضباط اماراتيين في اليمن ..."لن تصدق كيف واين حصل ذلك"

اليمن السعيد | 1252 قراءة 

الدفاع الإماراتية تودع شهيداً جديداً ضمن سجل بطولات عاصفة الحزم في اليمن

حشد نت | 1224 قراءة 

اول صورة لمرتكب جريمة اغتيال شيخ كبير في صنعاء

وطن الغد | 1142 قراءة