أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز”- محيي الدين الشوتري:
في منطقة العند 30 كيلو متر شمال مديرية الحوطة بمحافظة لحج، تشكو العشرات من الأسر النازحة القادمة من محافظات الحديدة والضالع وتعز ولحج وضعا إنسانيا مزريا.
أرض صحراوية قاحلة يصاحبها درجات حرارة مرتفعة تجاوزت 40 درجة مئوية وانعدام للغذاء، وغياب لدور المنظمات الإنسانية التي تسهم في تخفيف وطأة النزوح والوضع البائس الذي يعشه سكان ذلك المخيم.
قبل أربع سنوات وصلت فهيمة أحمد 38 عاما مخيم العند قادمة من محافظة الضالع، هربا من سعير المواجهات العسكرية.
“فهيمة” كانت تتوقع أنها نجت من نيران الحرب، بيد أن الوضع لم يكن الوضع بأحسن حال في ظل في بيئة صحراوية تحيطها الاكوام الترابية من كل مكان.
تسكن “فهيمة” وبقية النازحين في خيام لا تقوى على مقاومة عوامل الطقس القاسية، وتحولها الرياح وأكوام الغبار خلال موسم الصيف الحار إلى أشبه بخرق “مهترئة” ما يزيد من معاناة النازحين.
فقدت “فهيمة” زوجها في المخيم قبل شهرين، وتقول إنها لا تحصل على أية مساعدات وإن وصلت فبشكل ضئيل كل ستة أشهر فيما بقية الاشهر يعشن أوقات دون وجبات وبعض الايام يعتمدن على وجبة واحدة.
تؤكد “فهيمة” أن الصيف أشد معاناة لهن من الشتاء وإن كان لا يختلف الحال من حيث المعاناة، لكن الصيف يهب موسم الرياح فيغرق المخيم بالأتربة، فيما تسبب الحرارة المرتفعة في ظهور الأوبئة، ومنها الصنافير أو الدمامل.
كما تسبب درجات الحرارة المرتفعة الإرهاق الشديد لأصحاب الامراض المزمنة في المخيم خاصة من لا يجدون قيمة علاجهم.
وفي خيمة مهترئة تحيطها طرابيل وعيدان خشبية تقضي الحاجة “فاطمة إبراهيم” 60 عاما يومياتها بقليل من الطعام الذي يجلبه لها ولدها أو أحفادها من خلال حمل الاثقال الشاقة من سوق العند.
يعمل أولاد الحاجة “فاطمة إبراهيم” بالأجر اليومي كحمالين ليعودوا في نهاية اليوم ببعض الاكل الذي لا يسد الرمق أحيانا كما تقول فاطمة.
تقول “فاطمة”: احنا مرميين في المخيم للحر والبرد والامراض وإذا في مساعدات ماتصلنا الا برمضان وماتكفيش لشهر.
تأمل “فاطمة” من الحكومة والمنظمات العمل على نقلهم لمكان أفضل أو بناء بيوت خشبية لهم نظراً للحرارة المرتفعة في العند التي تعرض حياتهم للخطر.
وفق مدير الوحدة التنفيذية للنازحين في العند “سمير جبلي” فإن عدد النازحين في مخيم العند بـ 109 أسرة نازحة من محافظات الحديدة وتعز والضالع ولحج، تعيش جميعها في خيم مؤقته وتحت أعواد الخشب بجهود شخصية من النازح على حسابه الخاص.
ويضيف في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز”: جميع الأسر تعيش في العراء لا تملك حتى حماما واحدا ناهيك عن غياب الامن وعدم وجود حماية للمخيم الذي معظمه من النساء والاطفال وكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة.
وأضاف جبلي: بعض الاسر تعتمد على العمل الشاق لكسب لقمة العيش، وهناك أسر أخرجت الاطفال من المدارس كي يذهبون للتسول، وهناك نساء يعملن في ظاهرة التسول من هذه الاسر النازحة والبعض يقوم بجمع مخلفات الاكل من المطاعم لتجميع الفتات المتبقي من أجل إطعام أولادها.
ودعا مدير الوحدة التنفيذية في منطقة العند المنظمات والجهات الخيرية للتدخل في المخيم نظرا للأوضاع المأساوية ومساعدة هذه الاسر التي تعيش وضعا مأساويا مزريا في صحراء العند.
مرتبط
الوسوم
محافظة لحج
مخيم العند للنازحين
مخيمات النزوح
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news