السلة الغذائية(قصة قصيرة)
أخذ يجر جسده المكتنز وسط هالة من الكتل البشرية الضاوية، ومضى صوب سيارته الفارهة فلم يستطع أخفاء سر خجله ودهشته كان يريد أن يقول شيئاً ما،ولكن شفتيه انطبقتا كأنهما ألصقتا بالغراء ومن شدة الدهش نسي أن يلقي على مسامع الأهالي الخطبة العصماء التي أعدها لهذه الزيارة. كانت عيونهم ترقب السيارة وهي تغادر القرية، وتمضي مسرعة تلتهم الطريق الترابي التهاماً، وتلمع لمعاناً طاغياً تحت أشعة الشمس.. بدت الأرض منشرحة لاهية، وكانت الأشجار تحملق في تلك السيارة الغريبة التي تمرق من بين الحقوق غير عابئة بردهات الطريق المهترئ؛ ومنعطفاته الكثيرة. نظر المرافق ناصر نحو رئيس البعثة نظرة متحفزة لا تخلو من فخر وزهو، واعتزاز قائلاً: انظر حضرتك إلى تلك الأشجار الباسقة المورقة أن عمرها قد تجاوز القرن،وتلك التباب الحمراء يقول الأهالي: إنها كانت لبشر مثلنا مسخهم الله فصاروا كما ترى حجارة مركوزة متلاصقة متلاحمة، وتلك الخطوط المتعرجة يقولون: إنها كانت أنهاراً في الزمن الغابر.. وأخذ يعدد (المرافق ناصر) مآثر قريتهم وخصالها التاريخية. كان رئيس البعثة منشغلاً غير مكترث بمايقوله المرافق.. شرد بعيداً ثم قال في نفسه: ياترى كم يساوي ثمن كبش العم صالح؟ يالله من موقف محرج ربما ظل رئيس البعثة يذكره طيلة حياته الباقية. انحدرت السيارة صوب الجبل الأسود فارتفعت رويداً رويداً حتى وصلت قمة الجبل المرتفع عن سطح البحر قرابة ألف متر فبدت بيوت القرية المتناثرة كأنها عقد دري يطوق عنق فتاة حسناء؛ وبدت الأرض الزراعية أشبه بخميلة خضراء متناسقة الألوان تلهو بها قطعان الماشية. لم يستطع أن يخفي رئيس البعثة ماتلجلج في صدره من سؤال ملح فاعتدل في مجلسه على الكرسي الخلفي؛ وقال للمرافق ناصر: ياترى كم يساوي ثمن كبش العم صالح؟ نظر المرافق... ظهرت المقالة السلة الغذائية(قصة قصيرة) أولاً على سما نيوز | الرابطة الإعلامية الجنوبية.
جاري تحميل المحتوى .. الرجاء الانتظار
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news