في تصريح يحمل طابعًا تصحيحيًا وانتقاديًا، كشف الناشط الحقوقي جمال الأسمر اليوم عن تناقض جوهري في الرواية الرسمية التي أصدرتها إدارة الأمن بشأن توقيف المدعو "جسار"، مؤكدًا أن الأخير لم يُلقَ القبض عليه نتيجة عملية أمنية كما أُعلن، بل سلّم نفسه طوعًا قبل يوم من الإعلان الرسمي.

وقال الأسمر في بيان له: "ما أعلنته إدارة الأمن اليوم عن إلقاء القبض على جسارغير دقيق، ولا يعكس الحقيقة"، مشيرًا إلى أن "جسار قد بادر من تلقاء نفسه بتسليم نفسه إلى إدارة الأمن يوم أمس، دون أي ضغط أو مطاردة، وهو ما يجعل الرواية الرسمية مضللة وغير محايدة".

وأضاف الأسمر أن البيان الأمني الرسمي "تضمّن مغالطات تستدعي التصحيح"، مؤكدًا أن "التعامل مع مثل هذه القضايا يجب أن يكون شفافًا ودقيقًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بسمعة الأفراد وحقهم في سرد الحقيقة".

وفي لغة تحمل نبرة انتقادية حادة، وجّه الأسمر رسالة مباشرة إلى المسؤولين في إدارة الأمن، قائلًا: "نشتي من محمد صادق ولؤي أن يتعاملوا بمسؤولية، أما شغل المغالطات هذا مالكم منه"، في إشارة إلى ضرورة الالتزام بالدقة والمهنية في الإعلانات الرسمية، وتجنّب التلاعب بالروايات لأغراض غير معلنة.

ويأتي تصريح الأسمر في وقت تشهد فيه الساحة المحلية جدلاً واسعًا حول مصداقية البيانات الرسمية، خاصة في القضايا المتعلقة بالاعتقالات والأمن، حيث يطالب ناشطون ومراقبون بضرورة تعزيز الشفافية واحترام الحقائق، وعدم تزييف الوقائع تحت أي ذريعة.

ويُفهم من تصريح الأسمر أن تسليم "جسار" نفسه كان خطوة طوعية ربما تهدف إلى توضيح موقفه أو التعاون مع التحقيق، وهو ما يستدعي – بحسب الناشط – أن يُعامل بوصفه مبادرًا وليس مُدانًا أو مُطاردًا، ما يُفترض أن ينعكس في صياغة البيان الرسمي.

وقد أثار هذا التصحيح جدلاً على منصات التواصل، حيث طالب متابعون بإصدار بيان توضيحي من إدارة الأمن، فيما دعا آخرون إلى فتح تحقيق داخلي لمعرفة أسباب التضارب في الروايات، وضمان عدم تكرار مثل هذه "المغالطات" مستقبلًا.