حذرت الأمم المتحدة من أن ملايين اليمنيين يواجهون خطر الانزلاق إلى ما وصفته بـ”الجوع الجماعي”، جراء النقص الحاد في التمويل المخصص للاستجابة الإنسانية، وتزايد القيود المفروضة على عملها من قِبل مليشيا الحوثي.

وأكد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، في إحاطته أمام مجلس الأمن، أن 70% من الأسر اليمنية غير قادرة على توفير احتياجاتها الغذائية اليومية، فيما يعاني نصف السكان تقريبًا من مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي، ما يجعل اليمن ثالث أكثر بلد في العالم تضررًا من هذه الأزمة.

وأشار فليتشر إلى أن الحرب المستمرة، وانهيار الاقتصاد، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، عوامل متشابكة فاقمت معاناة الملايين، موضحًا أن شح التمويل يحد من قدرة الأمم المتحدة على إيصال المساعدات الضرورية لإنقاذ الأرواح.

ولفت إلى أن الوضع يزداد تعقيدًا في ظل ما وصفها بـ”ممارسات مليشيا الحوثي الخطيرة”، مشيرًا إلى اختطاف الجماعة 22 موظفًا تابعًا للأمم المتحدة واحتجاز 23 آخرين منذ أكثر من عام، إضافة إلى اقتحام مقرات المنظمة ومصادرة محتوياتها. واعتبر هذه الانتهاكات “غير مقبولة ومقلقة للغاية” وتشكل تهديدًا مباشرًا للعمل الإنساني في اليمن.

وفي ختام كلمته، دعا فليتشر إلى الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين، وتوفير الحماية الكاملة للعاملين في المجال الإنساني، محذرًا من أن استمرار هذه العراقيل سيترك ملايين اليمنيين بلا مساعدات أساسية، في وقت تزداد فيه معاناة البلاد من أزمة إنسانية هي الأشد عالميًا.