الجنوب اليمني: خاص

كشفت مصادر محلية في مدينة المكلا عن عملية سطو مسلح نفذتها قوة عسكرية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، بدعم من لواء بارشيد، على حوش الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري في منطقة جول مسحة.

جاء الاقتحام ليلاً قبل نحو شهر، بناءً على توجيهات مباشرة من عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة الرئاسي، وباعتماد رسمي من محافظ حضرموت مبخوت مبارك بن ماضي.

ورغم وجود قوة حماية تابعة للشرطة العسكرية بالموقع، إلا أن التدخل لمنع المقتحمين تعطل بسبب توجيهات صادرة عن المحافظ وقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء طالب بارجاش.

وأشار المصدر إلى أن مدير مؤسسة النقل البري عبد الله العطاس قدم عدة شكاوى دون استجابة، في الوقت الذي اتهم فيه بالتقصير في حماية أصول المؤسسة، إلى جانب مدير الهيئة عمر صالح بن بريك الذي يقع مقر عمله داخل الحوش نفسه.

يحتل الموقع أهمية استراتيجية كبيرة، حيث يقع على الشارع العام الواصل بين المكلا وبويش ومطار الريان والشحر، وتبلغ مساحته آلاف الأمتار المربعة.

وهو مقر رسمي للهيئة العامة للنقل البري التي يرأسها عمر بن بريك شقيق رئيس الوزراء سالم بن بريك، الذي لم يصدر أي تعليق بشأن الواقعة.

وكان المجلس المحلي في حضرموت قد أقر سابقاً تحويل الموقع إلى محطة استراتيجية للنقل الداخلي والدولي، تشمل فنادق ومحطات وقود واستراحات وسوقاً للمسافرين، ما يوضّح حجم الأطماع وراء السيطرة عليه.

وحذّر ناشطون وحقوقيون من تكرار سيناريو عدن في حضرموت، حيث شملت عمليات الاستيلاء نهب الأراضي والأحواش العامة، مطالبين بتحرك عاجل من السلطات القضائية ومجلس النواب والشورى والأحزاب والمكونات السياسية والشخصيات الاجتماعية والإعلامية لكشف هذه الجريمة.

وسجّل المقدم صبري سالم بن مخاشن بلاغاً رسمياً إلى رئيس نيابة الأموال العامة في حضرموت، طالباً فتح تحقيق عاجل مع المتورطين وإعادة العقار إلى مؤسستيه الأصليتين.

كما أكدت الناشطة خديجة العجيلي أن المعركة حول الأراضي مستمرة وتزداد شراسة، خاصة بعد تعيين رئيس جديد لهيئة الأراضي، في ما يبدو محاولة لشرعنة النهب وإعطاء غطاء رسمي للاستيلاء على أملاك الدولة.

وأضافت العجيلي أن الأحواش في عدن كانت البداية، والان تُستنسخ التجربة في المكلا وباقي حضرموت، مشيرة إلى أن القضية ليست مجرد تغيير مناصب بل مشروع منهجي للسطو على الأرض وإضاعة حقوق الناس.

ودعت المجتمع الحضرمي إلى الوقوف أمام هذا المخطط قبل أن يصبح أمراً واقعاً يصعب تغييره.

مرتبط