تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
امرأة في أبين تستغيث بالقبائل .. سامحوا المتسبب بموت زوجها وأطفالها الأربعة دون علمي
210 قراءة  |

في قلب المأساة تقف امرأة منكوبة وحيدة، فقدت زوجها وأطفالها الأربعة دفعة واحدة في حادثة دهس مؤلمة، ثم تُركت لتواجه جرحها النازف بلا عزاء ولا مواساة. جلست هذه الأم الثكلى أمام الكاميرا بعد أيام من الفاجعة، لتبكي حرق قلبها وتصرخ في وجه ظلم فادح: "لم أعفُ عن دم أطفالي، ولم أُسامح، وما جرى من عفو كان دون علمي".

كانت كلماتها تخرج كأنها طعنات، تحمل معها لوعة فقدٍ لا يُحتمل، وإحساساً بالقهر مضاعفًا، ليس فقط برحيل من كانوا كل حياتها، بل أيضًا بخذلان من يفترض أنهم أهل وسند.

تفاصيل الحادثة تعود إلى صباح 29 أغسطس 2025، حين كان محمد علي سالم علي يقود دراجة نارية برفقة أطفاله الأربعة على خط زنجبار – جعار، قبل أن تدهسهم سيارة يقودها قائد مكافحة الإرهاب في أبين، عبد الرحمن الشنيني، ويرديهم جميعًا قتلى. أُسعفوا إلى مستشفى الرازي، لكن القدر كان أسرع، لتغدو الأسرة كلها جثة هامدة، فيما تُركت الزوجة أمّاً مكسورة وحيدة.

وبينما كان يُفترض أن يُفتح تحقيق أمني وأن تُقام العدالة لخمسة أرواح بريئة، جرى العكس، فبعد أسبوع واحد فقط، تحرّكت علاقات القائد الشنيني، ليُعقد لقاء قبلي واسع رتبه مقربون منه ومن أهل الضحايا، انتهى بإعلان "عفو" باسم أولياء الدم، دون حضور الأم المكلومة أو حتى إبلاغها. مئات من المشايخ والوجهاء والمسؤولين حضروا ذلك المشهد، ليُخرَج كعرضٍ مسرحيّ مرتب مسبقاً، حيث قُدّم القاتل كضحية، والعفو كـ"إنجاز"، بينما الحقيقة أن العدالة دُفنت مع الضحايا.

خرجت الأم لاحقاً في تسجيل مؤثر، تكشف الحقيقة: لم يُعزِّها أحد، لم يسألها أحد، ولم تُستشار في أمر العفو. صرخت بصوت يقطر ألماً: "أطفالي وزوجي ذهبوا، ولم يتواصل معي أحد، ولن أتنازل عن دمائهم". كلماتها كانت أشبه بنداء استغاثة في صحراء قاحلة، استصرخت فيها قبائل يافع وكل صاحب ضمير أن يقف معها في معركتها ضد قهر الفقد وقهر التلاعب بالعدالة.

المشهد برمته كان إهانة للضمير الإنساني قبل أن يكون إهانة للقانون. فالذين حضروا لم يكونوا ممثلين عن أبين، بل ممثلين عن مصالحهم الضيقة. لم يأتوا لمواساة أولياء الدم، بل للضغط عليهم، ولتبرير إفلات القاتل من العقاب. في لحظة كانت الأم تنتظر كلمة عزاء، رُتِّب لها مشهد صلح شكلي، لتُسلب حتى حقها في الحزن بكرامة.

هذه الحادثة المرورية وما تلاها من مسرحية قصة ظلم مضاعف. خمسة أرواح بريئة رحلت ظلمًا، وأم تُركت وحدها لتقاوم النسيان والتواطؤ، جريمة لم يرتكبها سائقٌ متهور فحسب، بل كل من صافحه بعد الجريمة، وكل من بارك الإفلات من العقاب، وكل من تواطأ على أن تُغلق القضية بصفقة مشبوهة.

في النهاية، تبقى صورة تلك الأم وصرختها هي الأصدق. هي الشاهدة على أن دماء الأطفال الأربعة وأبيهم لم تجف بعد، وأن العدالة لم تتحقق. فبينما أرادوا أن يُطوى الملف سريعاً، ستبقى هذه الحكاية جرحًا مفتوحًا في ذاكرة أبين، وعاراً يلاحق كل من شارك في مسرحية العفو.

 

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
الحدث اليوم | 1362 قراءة 

ورد الآن.. انفجار بركان الخيانة يولّد انقلاب مكتمل الأركان يهزّ حكومة المليشيا (تفاصيل اتساع الانقسا


حشد نت | 809 قراءة 

طارق صالح يترأس اجتماعًا عسكريًا: تأكيد على رفع الجاهزية وتعزيز التدريب


كريتر سكاي | 790 قراءة 

تعرض تطبيقات تابعة لشركة صرافة لتوقيف مفاجئ اليوم السبتمصادر أكدت أن البنك


يني يمن | 769 قراءة 

غادر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عيدروس قاسم الزُبيدي، عصر اليوم


كريتر سكاي | 725 قراءة 

كشف الصحفي ماجد الداعري عن بشرى سارة بشأن المرتبات .وقال الداعري : عملية صر


عدن نيوز | 713 قراءة 

انتشرت أنباء على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة تويتر، حول وقوع توتر حاد بين أعضاء المجلس الرئاسي سلط


تهامة 24 | 619 قراءة 

أغلق البنك المركزي اليمني، خلال الساعات الماضية، تطبيق بنك الكريمي الإلكتروني، عقب رصده عمليات تلاعب


بران برس | 601 قراءة 

أفادت مصادر حكومية في مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد (جنوبي اليمن)، السبت 13 سبتمبر/ أيلول، ب


حشد نت | 569 قراءة 

15 مدرسة تنافس بـ30 أغنية وطنية لتعزيز الهوية والانتماء الجمهوري


مأرب برس | 538 قراءة 

كشفت مصادر خاصة لموقع مأرب برس أن طائرة يمنية خاصة أقلعت عصر اليوم في تمام الساعة الثالثة وعشر دقائق