قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير جديد لها إن الأطراف المتحاربة في اليمن، بما فيها جماعة الحوثي، والمجلس الانتقالي الجنوبي، والحكومة اليمنية، ارتكبت انتهاكات حقوقية جسيمة ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية.

تفاصيل الانتهاكات المنهجية

التقرير، الذي جاء بعنوان "'نتقرب إلى الله بتعذيب الصحفيين': انتهاكات الأطراف المتحاربة المنهجية ضد الصحفيين وحرية الصحافة في اليمن"، وثّق مجموعة واسعة من الاعتداءات، بما في ذلك:

- الاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري: وثقت المنظمة 14 حالة انتهاك ضد صحفيين، خمسة منهم ما زالوا رهن الاحتجاز التعسفي منذ نوفمبر 2023.

- التعذيب وسوء المعاملة: أفاد أربعة صحفيين سابقين أنهم تعرضوا لتعذيب شديد في السجون، معتقدين أن ذلك يهدف إلى تخويفهم ومنعهم من الإبلاغ عن فساد السلطات. ونقل التقرير عن صحفي أُفرج عنه قوله إن مسؤولًا في سجن حوثي قال له: "نتقرب إلى الله بتعذيب الصحفيين".

-استهداف أفراد العائلات: في بعض الحالات، تم احتجاز أفراد عائلات الصحفيين للضغط عليهم أو إجبارهم على "الاعتراف" بتهم ملفقة.

ا-لاستيلاء على المؤسسات الإعلامية: وثق الباحثون خمس حالات استيلاء على مؤسسات إعلامية كبرى منذ بداية النزاع.

دعوات للتحرك الدولي ومحاسبة الأطراف

قالت نيكو جعفرنيا، باحثة اليمن والبحرين في المنظمة، إن "الهجمات المتكررة على الصحفيين تهدد حياة العشرات وتقوض حرية التعبير في اليمن". وأشارت إلى أن العديد من الصحفيين اضطروا إلى الفرار من البلاد أو تقليص تغطيتهم لتجنب الاستهداف.

ودعت المنظمة المجتمع الدولي والدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى إدانة هذه الانتهاكات بشكل فوري، وضمان مساءلة الأطراف المتحاربة، والمطالبة بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين تعسفًا. كما طالبت بضرورة السماح للمقرر الأممي الخاص المعني بالتعذيب والمختصين الآخرين بزيارة اليمن لمراقبة وتوثيق هذه الانتهاكات.