كشفت مصادر محلية مطلعة، عن تحركات عسكرية واسعة ومكثفة تقوم بها مليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء، وصفتها بـ"غير المسبوقة"، في ظل تصعيد أمني ملحوظ يثير مخاوف السكان من تداعيات جديدة على الوضع الداخلي.

وأكدت المصادر أن المليشيا بدأت في تنفيذ سلسلة إجراءات أمنية مشددة، شملت نشرًا واسعًا للآليات العسكرية، بينها دبابات ومدرعات ومصفحات، في مواقع استراتيجية متفرقة داخل العاصمة.

وتمركزت هذه التعزيزات بشكل خاص حول المناطق العسكرية الحساسة، بالإضافة إلى الأحزمة الأمنية المحيطة بالمنشآت الحيوية والحكومية التي تقع تحت سيطرة الجماعة.

وأشارت المصادر إلى أن هذه التحركات تأتي في سياق ما يبدو أنه ترتيبات داخلية مكثفة، تهدف إلى تعزيز السيطرة العسكرية وفرض مزيد من الرقابة على الشارع، في وقت تشهد فيه الأوضاع في صنعاء توترًا متصاعدًا على خلفية التطورات السياسية والعسكرية في مختلف جبهات القتال.

وأضافت أن الانتشار المكثف للقوات المسلحة التابعة للمليشيا يترافق مع تشديد في الإجراءات الأمنية عند المداخل الرئيسية للعاصمة، وتكثيف للدوريات المسلحة في الشوارع الرئيسية والأحياء السكنية، ما أثار استياءً واسعًا بين السكان، الذين يشكون من تزايد القيود على الحركة والتنقل.

وتشير المتابعات إلى أن هذه الخطوات قد تكون استباقية، في ظل تكهّنات حول تطورات مقبلة على صعيد الملف السياسي أو العسكري، خاصة مع استمرار التحركات الدبلوماسية الإقليمية والدولية لإيجاد تسوية للأزمة اليمنية.

ويأتي هذا التصعيد في ظل دعوات متكررة من منظمات حقوقية وإنسانية إلى ضرورة تخفيف التوترات في المدن المأهولة، وتجنب أي إجراءات قد تزيد من معاناة المدنيين، الذين يعيشون ظروفًا إنسانية صعبة أصلاً نتيجة سنوات من الحرب والانقسام.

ويُنظر إلى هذه التحركات كمؤشر على تواصل سيطرة المليشيا على صنعاء بيد من حديد، في وقت تُبذل فيه جهود دولية لدفع الأطراف اليمنية نحو وقف شامل لإطلاق النار وفتح المجال أمام حوار سياسي شامل ينهي الأزمة المستمرة منذ نحو عقد.