كشفت تفاصيل مروعة عن قيام مليشيا الحوثي الانقلابية، الأحد الماضي، بعملية اقتحام همجية وهمية لمقر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في العاصمة صنعاء المحتلة، في انتهاك سافر للقانون الدولي والحصانة الدبلوماسية للمنظمات الدولية.

وبحسب تفاصيل نشرها الصحفي فارس الحميري، مراسل وكالة شينخوا الصينية باليمن، فإن العملية نفذها مسلحون ملثمون وعناصر أمن تابعون للمليشيا، حيث تسلق بعضهم جدران المبنى من الجهة الخلفية باستخدام السلالم، بينما اقتحم آخرون البوابة الرئيسية، في سيناريو يشبه عمليات العصابات.

وبعد السيطرة على المقر، شن المسلحون حملة تفتيش وحشية، انتشروا خلالها في مكاتب الموظفين ومرافق المقر، وصادروا عشرات الأجهزة الحساسة بما فيها أجهزة الكمبيوتر المحمولة والخوادم والأقراص الصلبة والهواتف الشخصية وممتلكات أخرى تابعة للمنظمة وموظفيها، في انتهاك صارخ لخصوصية البيانات والمعلومات الدولية المحمية.

ولم تسلم حتى الدبلوماسية الدولية من بطش المليشيا، حيث تم اعتقال نائبة ممثل اليونيسف في اليمن، الأردنية لونا شكري، على الفور بعد اعتراضها على إجراءات الاقتحام غير القانونية، ولا تزال رهن الاحتجاز حتى مساء اليوم، فيما يعتبر تحدياً سافراً للمجتمع الدولي.

ولم يكتفي المسلحون بذلك، بل أجبروا الموظفين على النزول إلى البدروم في المبنى، حيث احتجزوهم وخضعوا لتحقيقات مكثفة واستجوابات لمدة ثلاثة أيام متواصلة، وأُطلق سراح بعضهم لاحقاً فقط بعد توقيعهم على تعهدات مجحفة بعدم السفر والالتزام بالحضور عند الاستدعاء.

والأكثر إثارة للقلق هو اختطاف أربعة موظفين يعملون في أقسام حساسة وهي السلامة وتقنية المعلومات، وهم: غسان المعمري، أوسان الزريقي، فارس الحدادي (من مكتب صعدة)، وعلي الضياني، وتم نقلهم إلى جهة مجهولة لا تزال غير معروفة، مما يضعهم في عداد المختفين قسرياً.

وحتى لحظة نشر هذا الخبر، لا تزال مليشيا الحوثي تفرض سيطرتها الكاملة على المقر، حيث يتواجد مسلحوها داخله، في سابقة خطيرة هي الأولى من نوعها التي تقوم فيها جماعة مسلحة بالاستيلاء على مقر منظمة أممية دولية بهذه الطريقة الوحشية، مما يضع العالم أمام مسؤولية اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة.