قال الكاتب اللبناني خير الله خير الله، إن جماعة الحوثي لجأت إلى أسلوب "احتجاز الرهائن" كرد فعل على الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت الحكومة الانقلابية التابعة لهم في صنعاء، معتبراً أن هذا الأسلوب "إيراني بامتياز" يعود إلى عام 1979 حين احتجزت طهران موظفي السفارة الأميركية لمدة 444 يوماً.

وفي مقال نشرته صحيفة "العرب" اللندنية، رأى خير الله أن الحوثيين لم يجدوا رداً مناسباً على الضربة التي أدت إلى مقتل رئيس وزراءهم أحمد الرهوي وعشرة وزراء، سوى احتجاز موظفين تابعين للأمم المتحدة، وهو ما اعتبره "دليلاً على ضعفهم السياسي وانسداد أفق مشروعهم اليمني".

وأقدمت مليشيات الحوثي على اعتقال 11 موظفا من مقار وكالات تابعة للأمم المتحدة في محافظتي صنعاء والحديدة، قبل أيام، واتهمتهم بالعمل لصالح الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف خير الله أن "احتجاز الرهائن" يعكس امتداداً لنهج النظام الإيراني الذي يسعى، بحسب تعبيره، إلى لعب دور القوة المهيمنة في المنطقة عبر ميليشيات مذهبية في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وأشار الكاتب إلى أن صنعاء، المدينة التي كانت تتميز بالوداعة والتعايش بين الزيديين والشوافع، فقدت طابعها الحضاري منذ سيطرة الحوثيين عليها في سبتمبر 2014. واعتبر أن الحوثيين ارتكبوا "جرائم لا تحصى" منذ دخولهم صنعاء، وأن استحضارهم للاعتداءات الإسرائيلية لا يخدم سوى المشروع الإيراني، الذي وصفه بأنه "يتهاوى" في ضوء التغيرات الإقليمية، خاصة في سوريا ولبنان.

كما انتقد الكاتب ما وصفه بـ"العداء للمواطن اليمني" الذي تمارسه من وصفها بـ"جماعة أنصار الله" قائلاً إن زعيمها عبدالملك الحوثي وضع نفسه في خدمة مشروع إيراني مفلس يهدف إلى إيجاد موطئ قدم لطهران في شبه الجزيرة العربية، وابتزاز دول الخليج والسيطرة على مضيق باب المندب.

وختم خير الله مقاله بالتأكيد على أن تصفية أعضاء الحكومة الحوثية تمثل "ضربة معنوية قوية"، مشيراً إلى أن العد التنازلي للكيان الحوثي قد بدأ، وأن تحرير صنعاء بات "مسألة وقت"، في ظل قناعة دولية وإقليمية بأن الكيان الذي أقامته إيران في اليمن "حالة شاذة".