شهدت العاصمة المختطفة صنعاء والتي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الانقلابية خلال شهر أغسطس الفائت، تصاعدًا غير مسبوق في غارات الاحتلال الإسرائيلي والتي أودت بحياة العشرات من المدنيين، وحملات اختطافات ومداهمات استهدفت قيادات وأعضاء في المؤتمر الشعبي العام، وموظفين في الوكالات الأممية، ومواطنين وتجارًا.

وبحسب تقرير "وحدة الرصد والتوثيق" بمركز العاصمة الإعلامية، بلغت الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية 182 انتهاكًا وجريمة، توزعت بين الاختطاف والقتل والتهديد والإخفاء القسري والاعتداء وترويع النساء، والاستيلاء على دور العبادة وغيرها من الانتهاكات.

ووثّق التقرير اختطاف مليشيا الحوثي نحو 100 عضو وقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صنعاء الموالي للجماعة)، بينهم الأمين العام للحزب غازي الأحول مع اثنين من مرافقيه، وذلك بعد وقت قصير من مداهمة المليشيا اجتماعًا للجنة العامة للمؤتمر وفضّه بالقوة المسلحة، لتُعقد اللجنة اجتماعًا تحت وصاية المليشيا وتُجبر على اتخاذ قرار بفصل نجل الرئيس السابق أحمد علي من قيادة الحزب. كما طالت الاختطافات قياديًا في حزب البعث الاشتراكي (قطر اليمن).

وامتدت الاعتقالات والمداهمات أيضًا إلى وكالات الأمم المتحدة، حيث داهمت مليشيا الحوثي مباني تابعة لبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وأقدمت على اختطاف 11 موظفًا أمميًا، فضلًا عن 6 موظفين سابقين في المنظمات. كما سجل التقرير نحو 12 عملية اختطاف ومداهمة استهدفت تجارًا وسكانًا في صنعاء، إضافة إلى 4 حالات ترويع للأطفال والنساء.

ورصد التقرير سلسلة من الاعتداءات على المؤسسات والمرافق العامة، من بينها إغلاق المستشفى العسكري بصنعاء، وفرض السيطرة على جامع الفتح بمديرية السبعين واستبدال إمامه، ونهب أموال وممتلكات خاصة، بينها منزل العميد محمد الحيدري. كما أجبرت المليشيا السكان على تزيين منازلهم بالأعلام والأنوار الخضراء وإضاءتها استعدادًا لاحتفالات المولد النبوي، واعتقلت عشرات من أصحاب المتاجر والدكاكين لرفضهم دفع الجبايات المفروضة، فيما لم يتمكن المركز من توثيق جميع الحالات بسبب خوف الضحايا أو تعذر الوصول إلى بعضهم.

وشملت الانتهاكات جرائم تعذيب ممنهجة، أبرزها وفاة المعتقل شوقي محمود الكرابي بعد أيام قليلة من الإفراج عنه نتيجة مضاعفات صحية خطيرة سبّبها التعذيب والإهمال الطبي في سجون الحوثيين، إضافة إلى إقدام المليشيا على كسر يد لاعب المنتخب الوطني السابق، الكابتن إبراهيم النعيمي، بعد 9 سنوات من الاعتقال، وسط حرمان متعمد من العلاج.

وبحسب التقرير، فقد بلغ عدد جرائم التهديد بالقتل والشروع فيه 30 جريمة، إلى جانب 25 جريمة متنوعة توزعت بين تقييد الحريات وترويع المدنيين والأطفال، وفرض دورات قتالية إلزامية على موظفي الجامعات الخاصة، واستهداف الأكاديميين في جامعة العلوم والتكنولوجيا بشكل عام، وكلية الصيدلة بشكل خاص.

كما وثّق التقرير ارتكاب طيران الاحتلال الإسرائيلي 144 انتهاكًا بحق المدنيين في صنعاء، بينها استهداف منشآت حيوية مثل محطتي الغاز والنفط في شارع الستين ومحطة الكهرباء في منطقة حزيز، ما أسفر عن مقتل 22 مدنيًا وإصابة 120 آخرين.

كما استهدف طيران الاحتلال الإسرائيلي مواقع في منطقة حدة وسط صنعاء أدت الى مقتل رئيس حكومة جماعة الحوثي غير المعترف بها أحمد الرهوي و 12وزيرا وموظفين أخرين.  

وأكد التقرير أن الخطاب الطائفي يشهد تناميًا مقلقًا في صنعاء، بالتزامن مع تهديد المليشيات باستهداف واختطاف كل من قد يشكّل نشاطه اليومي خطرًا على مشروعها الطائفي، بما في ذلك أي مظاهر للاحتفاء السياسي بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام، والتي أجبرت قياداته على إلغائها، فضلًا عن الاستعداد لقمع أي فعاليات مرتبطة بذكرى ثورة 26 سبتمبر.