فريق طبي تابع لمنظمة اطباء بلا حدود

بران برس:

أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء 3 سبتمبر/أيلول 2025م، إصابة نحو 6 آلاف شخص بوباء الكوليرا (الإسهال المائي الحاد) في محافظتي إب والحديدة الخاضعتين لسيطرة جماعة الحوثي المصنفة دوليًا ضمن قوائم الإرهاب، وذلك خلال أربعة أشهر فقط. 

وذكرت المنظمة في تقرير اطلع عليه بران برس، أنها قدمت، خلال الفترة من أبريل وحتى نهاية أغسطس 2025م، الرعاية الطبية لأكثر من 4,705 مصابين بالكوليرا، 81% منهم يعانون من جفاف متوسط إلى شديد، وذلك عبر أحد مراكزها بمدينة القاعدة في محافظة إب. 

وأشار التقرير إلى أنه مع بداية موسم الأمطار في منتصف يوليو/تموز، شهدت الحالات ارتفاعًا حادًا، ما دفع المنظمة إلى مضاعفة سعة الأسرّة في المركز من 50 إلى 100 سرير، حيث تراوح معدل الإشغال اليومي بين 80 و90 سريرًا. 

وأضافت المنظمة أنها أنشأت نقاطًا للإماهة الفموية في ثلاثة مراكز صحية بمديريات مختلفة في إب، ما أتاح للمرضى ذوي الأعراض الخفيفة بدء العلاج بالقرب من منازلهم، دعمًا للنظام الصحي في المحافظة. 

وفي محافظة الحديدة (غربي اليمن)، قالت أطباء بلا حدود إنها قدمت الرعاية الطبية خلال الفترة ذاتها لأكثر من 990 مصابًا بالإسهال المائي الحاد، عبر مستشفى الزيدية الريفي الذي يضم حاليًا مركزًا لعلاج الإسهال بسعة 30 سريرًا. 

وحذّرت المنظمة من تزايد وتيرة تفشي الإسهال المائي الحاد في اليمن، مشيرةً إلى أن الأزمة لا تتعلق بانتشار المرض فقط، بل تتفاقم بفعل العوائق المالية التي تحول دون حصول أعداد كبيرة من اليمنيين على الرعاية الصحية الأساسية. 

وأوضحت أن تفشي الكوليرا ليس جديدًا على البلاد، لكنه أصبح أكثر تواترًا وحدة نتيجة هشاشة البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والنظافة، فضلًا عن الفيضانات والمياه الراكدة الناجمة عن موسم الأمطار، ما يفاقم التلوث ويزيد من احتمالات انتقال العدوى على نطاق واسع. 

وعبّرت رئيسة بعثة المنظمة في اليمن، ديسما ماينا، عن قلقها البالغ إزاء الضغوط الهائلة التي يواجهها النظام الصحي المنهك، مشيرةً إلى أن المساعدات الإنسانية المخصصة لليمن شهدت خلال العام الماضي تراجعًا كبيرًا، الأمر الذي عمّق الفجوة بين حجم الاحتياجات والخدمات المتاحة. 

وشددت ماينا على أن تعزيز خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة لا يقل أهمية عن توفير الرعاية الطبية، داعيةً إلى توسيع نطاق هذه الخدمات بشكل عاجل في المناطق المتضررة للحد من انتشار العدوى. 

ودعت المنظمة المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى التحرك العاجل لإعطاء اليمن أولوية قصوى، وتكثيف التمويل والاستثمار في حلول مستدامة تعزز صمود القطاع الصحي، في ظل استمرار تفشي الإسهال المائي الحاد وتزايد المخاطر مع موسم الأمطار.

اطباء بلا حدود

الكوليرا

اليمن