أفادت مصادر متعددة، مساء الخميس، بأن غارات جوية إسرائيلية مكثفة استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء، وأدت إلى مقتل رئيس حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، أحمد غالب الرهوي، وعدد من مرافقيه، في تطور يوصف بأنه ضربة كبيرة للجماعة.

تفاصيل العملية

بحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ"يمن مونيتور" ووكالة "سبوتنيك"، فقد استهدفت المقاتلات الإسرائيلية منزلًا في منطقة حدة جنوبي صنعاء، حيث كان الرهوي مجتمعاً مع مسؤولين حوثيين في "جلسة مقيل". وأكدت عائلته نبأ مصرعه، فيما بدأت حسابات من مسقط رأسه في أبين بتداول التعازي في مقتله.

القناة 12 العبرية وهيئة البث الإسرائيلية أوضحت أن الغارات نُفذت ضمن "خطة اغتيالات" صُدّق عليها مطلع الأسبوع الجاري، وأنها استهدفت اجتماعات سرية لقيادات حوثية رفيعة.

صحيفة جيروزاليم بوست ذكرت أن الضربات استهدفت أيضاً وزير الدفاع في حكومة الحوثيين محمد ناصر العاطفي، ورئيس أركانها محمد عبدالكريم الغماري، لكن لم يصدر تأكيد مستقل بشأن مصيرهما.

نطاق القصف

شهدت صنعاء نحو 10 إلى 12 غارة عنيفة، طالت مواقع عسكرية ومقار حوثية حساسة، أبرزها جبل عطان الذي يضم قيادة ألوية الصواريخ، ومعسكر النهدين في المجمع الرئاسي، ومعسكر قوات الأمن المركزي، إضافة إلى مبانٍ في مناطق السبعين والحصبة.

إسرائيل أعلنت عبر جيشها أنها نفذت "هجوماً دقيقاً" استهدف مواقع عسكرية للحوثيين، مؤكدة أنها ستواصل عملياتها لإزالة أي تهديد على أمنها، في إشارة إلى هجمات الحوثيين ضدها في البحر الأحمر والمناطق الحدودية، بدعم وتمويل إيراني.

صمت حوثي وتكتم إعلامي

في المقابل، التزمت جماعة الحوثي الصمت حيال أنباء مقتل قياداتها، واكتفت بنفي استهداف مسؤولين بارزين.

وكالة "سبأ" التابعة للجماعة نقلت عن مصدر في "وزارة الدفاع" أن الغارات "فشلت في تحقيق أهدافها" واستهدفت "أعياناً مدنية"، معتبرة ذلك "اعتداءً صهيونياً على الشعب اليمني بسبب دعمه لغزة".

غير أن مصادر متطابقة أكدت أن الجماعة بدأت بالفعل إجراءات لاختيار بديل للرهوي، الذي كان قد عُيّن في أغسطس/آب 2024 رئيساً شكلياً لحكومة الحوثيين بعد أن شغل مناصب أخرى، بينها محافظ أبين الصوري وعضو المجلس السياسي الأعلى.

تداعيات إقليمية

العملية التي وصفتها وسائل إعلام إسرائيلية بأنها "استثنائية وذات أهمية خاصة"، جاءت بعد أيام من تصعيد متبادل بين الحوثيين وتل أبيب، ووسط تأكيدات إسرائيلية بأن ضرباتها في اليمن ستستمر.

كما رفعت الغارات من حالة الترقب لاحتمال رد حوثي جديد على استهداف قياداته، في وقت يشهد البحر الأحمر والملاحة الدولية توتراً متزايداً.