كشف الصحفي اليمني البارز المتخصص في الشؤون العسكرية عدنان الجبرني، أن مليشيا الحوثي تجهّز بياناتها الإعلامية مسبقاً قبل وقوع الغارات، مؤكداً أن سياستها تقوم على إنكار أي خسائر في صفوف قياداتها مهما كانت فادحة.

وقال الجبرني في تعليق له على البيان الصادر اليوم الاربعاء عن الجماعة عقب الغارات الإسرائيلية على صنعاء: "هذا البيان جاهز من قبل الاستهداف، لأن سياسة الجماعة هي إنكار أي قتلى في صفها القيادي مهما حصل"، مشدداً على أن الإنكار بات أداة دعائية لحجب الحقائق عن الشارع.

وكانت مليشيا الحوثي قد أصدرت بياناً عبر ما يُسمى وزارة الدفاع غير المعترف بها دوليا في صنعاء، نفت فيه صحة الأنباء حول استهداف قياداتها، واعتبرت ما جرى "عدواناً صهيونياً على أعيان مدنية"، في محاولة لتصوير الأمر كاستهداف شامل للشعب اليمني بسبب مواقفه من غزة.

لكن مراقبين اعتبروا أن صياغة البيان السريعة والمتكررة بذات الأسلوب، تعكس وجود قوالب جاهزة تصدر تلقائياً، في مسعى لطمس أي خسائر حقيقية داخل الصف القيادي للحوثيين، خصوصاً بعد تداول أنباء عن أن الغارات استهدفت اجتماعات ومنازل قيادات بارزة في صنعاء.

وكانت موجة جديدة من الضربات الإسرائيلية قد استهدفت في وقت سابق من اليوم الخميس، مواقع مليشيات الحوثي في صنعاء، مما أدى إلى وقوع انفجارات عنيفة.

وقال سكان محليون، إنهم سمعوا دوي انفجارات متتالية ومتتابعة، بعد أن استهدفت ضربات إسرائيلية مواقع حوثية في حدة غربي صنعاء.

ووفقا للمصادر، فإن دوي انفجارات عنيفة سمعت أيضا من محيط القصر الرئاسي ومنطقة السبعين وشارع الخمسين في صنعاء، مما يشير إلى موجة جديدة وواسعة من الضربات الإسرائيلية على مواقع الجماعة.

وقالت مصادر أمنية، إن 10 غارات إسرائيلية استهدفت مواقع مليشيات الحوثي في "النهدين" و"الخمسين" و"فج عطان" حيث تقع مستودعات ألوية الصواريخ للجماعة في صنعاء.

وفيما قالت القناة 14 الإسرائيلية، إن هدف الهجوم في اليمن هو اغتيال مسؤولين كبار من الحوثيين، لم تكشف التقارير الإسرائيلية عن وقوع قتلى في صفوف المليشيات.

وأعلنت قناة المسيرة التابعة للحوثيين تعرض صنعاء لغارات إسرائيلية، وتكتمت عن أماكن وقوعها.

تأتي الغارات الإسرائيلية عقب يوم من هجوم مليشيات الحوثي بصاروخ باليستي باتجاه إسرائيل.

وقبل 5 أيام، شنت إسرائيل الجولة الـ14 من الغارات العنيفة على أهداف المليشيات في صنعاء والتي طالت عشرات المواقع بما في ذلك القصر الرئاسي وإدارة أمن العاصمة ومخازن وقود وبنية تحتية اقتصادية.

وبدأت إسرائيل منذ يوليو 2024 بالرد عسكريًا على هجمات مليشيات الحوثي عبر استهداف منشآت عسكرية واقتصادية تابعة للجماعة داخل اليمن.