في مشهد أثار الرعب بين المارة وفتح ملف الأمن المترهل في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة، لقي مسلحان مصرعهما مساء اليوم الجمعة إثر انفجار قنبلة كانت بحوزتهما، بعد انقلاب دراجتهما النارية على الطريق الرئيسي المؤدي إلى العاصمة صنعاء.

الحادثة، التي وقعت في منطقة الذهوب بمدينة إب، كشفت عن واقع خطير يتمثل في تنقل مسلحين مجهزين بعبوات ناسفة في شوارع مدن مكتظة بالسكان، ما يثير تساؤلات جادة حول مدى سلامة المدنيين في ظل هذه الممارسات.

ففي تمام الساعة السادسة والنصف مساءً، شهد الخط الحيوي الرابط بين محافظتي

إب وصنعاء

لحظات من الفوضى والذعر، بعد انفجار هائل نتج عن حادث انقلاب دراجة نارية كان يقودها مسلحان.

وبحسب مصادر محلية مطلعة، فإن الانزلاق المفاجئ للدراجة على الطريق السريع تسبب في سقوط أحد المسلحين، ما أدى إلى اصطدام الجعبة العسكرية التي كان يحملها بأرضية الطريق، وانفجار القنبلة اليدوية التي كانت بداخلها.

وأكد شهود عيان أن الانفجار كان قويًا جدًا، وسمع على بعد كيلومترات، مشيرين إلى تناثر الشظايا وتحطم الدراجة النارية بالكامل، فيما لقي المسلحَين مصرعهما في الحال، دون أن يتعرض أي من المدنيين للإصابة، في معجزة وصفها السكان بـ"الناجية من كارثة أكبر".

تلميحات حول الانتماء: مسلحان حوثيان؟

رغم عدم تبني أي جهة للحادثة رسميًا، إلا أن مصادر محلية رجحت بقوة أن المسلحان ينتميان إلى ميليشيا الحوثي، التي تسيطر على محافظة إب منذ نحو عشر سنوات. ولفت المصدر إلى أن "لا يوجد أي مسلح رسمي أو شبه رسمي في إب سوى التابعين للجماعة"، موضحًا أن انتشار المسلحين في الشوارع العامة، وتسييرهم بدراجات نارية مسلحة، أصبح ظاهرة يومية، تهدد سلامة المواطنين.

وأشارت مصادر أمنية إلى أن الجعبة العسكرية التي كانت بحوزة أحد المسلحين تحتوي على أكثر من قنبلة يدوية، ما يثير مخاوف من احتمال حدوث انفجارات متسلسلة لو وقع الحادث في مكان أكثر ازدحامًا.

هل أصبحت طرقات إب مسرحًا للخطر؟

الحادثة لم تُفضِ فقط إلى حالة من الهلع والذعر بين السكان، بل أعادت إحياء الجدل حول غياب الضوابط الأمنية، وخطورة تنقل المسلحين المدججين بالأسلحة في مناطق مدنية. ويشكو سكان في إب من انتشار مفرط للعناصر المسلحة، يرافقه غياب تام لإجراءات السلامة، خصوصًا مع تكرار حوادث مشابهة في مناطق أخرى خاضعة للنفوذ الحوثي.