في مشهد يُجسد بسالة فرق الهندسة اليمنية وحرصها على حماية المدنيين، نجحت وحدة متخصصة من المقاومة الوطنية في تفكيك رأس صاروخي متفجر من مخلفات مليشيا الحوثي، كان مختبئًا في إحدى المزارع بجنوب الحديدة، في عملية دقيقة أنقذت حياة عشرات الأسر من كارثة محققة.

العملية، التي تمت بحرفية عالية، تُعد نموذجًا جديدًا على التزام القوات الوطنية بتطهير المناطق المحررة من "الموت المدفون" الذي خلفته المليشيا المدعومة من إيران، وتُظهر خطورة التهديدات الخفية التي تواجهها المجتمعات بعد تحرير أراضيها.

تفكيك رأس صاروخي في حيس: فرق هندسية تنقذ قرية بأكملها من كارثة

نجحت فرق الهندسة التابعة للمقاومة الوطنية، اليوم الجمعة، في تفكيك رأس صاروخي متفجر عُثر عليه في مزرعة بـقرية بيت مغاري، بمنطقة ريف حيس جنوب محافظة الحديدة، وذلك في إطار الجهود المستمرة لتطهير الأراضي اليمنية من مخلفات الحرب.

ووفقًا للإعلام العسكري للمقاومة الوطنية، تلقى الفريق الهندسي في اللواء السابع عمالقة – أحد أبرز ألوية المقاومة – بلاغًا عاجلًا من مالك المزرعة، عبد الرحمن فرحان، بعد اكتشافه جسمًا غريبًا أثناء قيامه بأعمال استصلاح أرضه الزراعية.

وأوضح المصدر أن الجسم تبين أنه رأس صاروخي متفجر، يُرجّح أن يكون من مخلفات المليشيا الحوثية الإرهابية، التي كانت تحتل المنطقة سابقًا قبل دحرها من قبل القوات المشتركة.

عملية دقيقة في موقع حساس

فور تلقي البلاغ، باشر الفريق الهندسي النزول الميداني، وقام بمحاصرة الموقع وتطبيق إجراءات السلامة الكاملة. وبعد تقييم دقيق للجسم، تمكّن الفريق من إبطال مفعول الرأس الصاروخي بنجاح، دون وقوع أي إصابات أو أضرار مادية.

وأكدت المقاومة الوطنية أن فرق المسح الهندسي تواصل عمليات التفتيش في المنطقة المحيطة بالمكان المشتبه فيه، بهدف ضمان خلوها من أي مخلفات متفجرة أخرى، بما في ذلك الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي تُعد من أبرز وسائل الحوثيين في ترويع المدنيين.

"الموت المدفون": تهديد مستمر في المناطق المحررة

يُذكر أن مليشيا الحوثي خلفت وراءها آلاف المتفجرات والألغام في المناطق التي كانت تحت سيطرتها، خاصة في الساحل الغربي، مما جعل عمليات التطهير أحد أخطر المهام الإنسانية والأمنية في اليمن.

وبحسب تقارير دولية، يُصنف اليمن من بين أكثر الدول تضررًا من الألغام في العالم، حيث تسببت هذه المخلفات في مقتل وإصابة المئات من المدنيين، بينهم أطفال، منذ بدء النزاع.

وقال مصدر عسكري في المقاومة الوطنية : "كل متر نُطهّره من الألغام هو خطوة نحو مستقبل آمن لأهلنا. هذه ليست مجرد مهام هندسية، بل معركة ضد الموت المزروع تحت الأرض."

جهود مستمرة لاستعادة الحياة الطبيعية

يأتي هذا الإنجاز كجزء من حملة واسعة تقودها القوات المشتركة والمقاومة الوطنية لتطهير الحديدة ومحافظات الساحل الغربي من المتفجرات، تمهيدًا لإعادة إعمار البنية التحتية، وعودة النازحين، واستئناف النشاط الزراعي والاقتصادي.

وتشير المعطيات إلى أن أكثر من 10,000 عبوة ناسفة وقنبلة عنقودية تم تفكيكها في الحديدة وحدها خلال العامين الماضيين، بدعم من شركاء دوليين، لكن التحديات تظل كبيرة نظرًا لحجم المخلفات وزراعة المليشيا للأجهزة المتفجرة في المزارع، المدارس، وحتى المقابر.