توكل كرمان .. الغراب الذي يعيش على خراب اليمن
قبل 2 دقيقة
عقد كامل من الحزن والدمار عاشه اليمنيون أطفأ في عيونهم وأرواحهم وهج الحياة، بدءًا بكارثة 2011، يوم انقضَّت جحافل الفوضى على اليمن، وأدخلته نفق الخراب، مرورًا بتمرد الحوثيين 2014 الذي شمل البلاد، وصولاً إلى خذلان 2025، حيث أصبح اليمني يبيع أثاث بيته ليشتري ماء الشرب، ويقف في طوابير العرق والغبار بحثًا عن نسمة هواء باردة
.
في هذه السنوات المظلمة، تعلّم المواطن أن الفرح صار ترفًا لا يملكه، حيث تُشعل الأضواء، وتُفرش السجاد الأحمر، وتُسكب الأموال كالمطر، بينما في الخارج يجلس الشعب يلوك الحسرة والقهر العظيم. .
لكن، وبمجرد أن ظهر خبر زفاف آل عفاش، خرجت الغربان من أوكارها، وفي مقدمتها "الغراب الأعظم" توكل كرمان، التي لم تتخلَّ يومًا عن هوايتها المفضلة: النعيق على كل ما يبعث الحياة في قلب اليمن.
هذه الغراب، التي نصّبها الإعلام الغربي "أيقونة" لثورة لم تجلب إلا الويلات، لم تجد في الزفاف سوى فرصة لتصبّ عليه حقدها القديم على الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأسرته، وكأن لليمنيين دينًا واجبًا عليهم أن يبقوا بؤساء حتى ترضى هي ومن على شاكلتها.
توكل لا تخرج من صمتها إلا إذا رأت ما يُبهج الناس، وكأنها تعيش على مشهد الجنازات وتختنق إذا رأت الزغاريد.
لم نسمع صوتها حين انقطعت الكهرباء عن مدن بكاملها، ولم نر دموعها حين جفّت صنابير المياه، ولم نقرأ لها كلمة عن الأمهات اللاتي يودعن أبناءهن عند أبواب المستشفيات المغلقة، ولم نسمعها تتكلم بحرف عن جوع وانتحار الموظفين المقطوعة رواتبهم لسنوات .
لكنها، ما إن رأت عرسًا، حتى نصبت نفسها قاضيًا وجلادًا ومحققًا، وبدأت تلوك الأكاذيب وتوزع صكوك التخوين.
إنها "الغراب" الذي لا يرى القمح إلا ليبعثره، ولا يرى البيت إلا ليهدمه، ولا يرى الوطن إلا ليحيله إلى أطلال.
غراب يعيش على النعيق والخرائب، ويتغذى من جراح وطن كان يمكن أن يكون سعيدًا لولا أن أمثالها جعلوا الخراب مشروعًا دائمًا.
والمفارقة أنها، وهي التي تزعم أنها مناضلة من أجل الحرية والكرامة، لم تمنح نفسها حرية أن تفرح لفرح الناس، أو حتى تصمت احترامًا لمشاعرهم، بل تجد نشوتها حين تُحوّل لحظة بهجة إلى ساحة معركة، وكأنها تقول لليمنيين: "ابتسموا إن شئتم، لكني سأكسر أسنانكم".
التاريخ سيسجل أن توكل كرمان لم تكن سوى دليل خراب، ومن جعل الغراب دليلاً فلن يسير إلا إلى المقابر. أما نحن، فقد خبرنا هذا النعيق منذ 2011، ونعرف أن صوته، مهما علا، لن يغطي زغاريد الأمهات ولا أفراح الناس، لأن الحياة، في النهاية، أقوى من نعيق الغربان.
وفي النهاية، نقول لتوكل كرمان ومن لفّ لفها: لا تقلقي، فالفرح في اليمن لن يستأذنك، ولن ينتظر موافقتك. زغاريد الأمهات لن تختنق بنعيقك، وورود الأعراس لن تذبل من سمومك، وأغاني الفرح لن تتحول إلى مراثٍ لأنك قررتِ ذلك. سنرقص ولو على أنقاض الخراب الذي صنعتِه، وسنضحك رغم أنف الغربان التي تتمنى لنا البكاء، فابقي أنتِ حيث اعتدتِ أن تكوني، على الأسلاك المحترقة بين الخرائب والخيبة، تغردين بأغنية واحدة: "لا فرح في اليمن ما دمت أنا أتنفس".
لكننا نقولها لكِ بوضوح: تنفسي ما شئتِ، فأنفاسنا لن تشم منها رائحة البارود الذي أطلقتهِ على هذا الوطن، أما نحن فسنشم عبير الياسمين في أعراسنا، وسنترككِ مع جنازاتكِ التي لا تنتهي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
أكدت مصادر حكومية رفيعة أن عضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة يواصل رف
أصدر البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، قرارين جديدين يقضيان بسحب وإيقاف تراخيص عدد من منش
في خطوة غير مسبوقة، أعلن البنك المركزي اليمني في عدن اعتماد قرار حكومي يقلب موازين إدارة واحدة من أه
تحول حفل زفاف أقامته عائلة الرئيس السابق علي عبدالله صالح في العاصمة المصرية القاهرة إلى فخ لبعض الم
العليمي يوجه بإنهاء تمرد عمرو بن حبريش والتشكيلات المسلحة غير القانونية في حضرموت
أصدرت مليشيا الحوثي الإرهابية، المسيطرة على العاصمة المحتلة صنعاء، تعميمًا صارمًا يمنع التعامل بالبط
وزع مصدر حكومي مسؤول تقريرا يتضمن عدد من المفاجآت السارة التي تنتظر اليمن خلال ما تبقى من العام المي