تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
حرب الأعراس.. آخر معارك نخب اليمن المظفرة
135 قراءة  |

بشرى العامري:

بعد أن تعبت البنادق من الصراخ قررت القيادات اليمنية تحويل الحرب إلى مهرجان زفاف دائم. جبهات القتال أُغلقت للصيانة، والجبهات الجديدة افتتحت على اتساعها لجبهة القاعة الكبرى.

 قررت تلك القيادات أن تمنح نفسها “هدنة من نوع خاص”، هدنة في قاعات الأفراح هنا أو هناك في دول الشتات.

فبينما يترنح الشعب على حافة الجوع تتسابق القيادات حكومة وميليشيا في عرض أحدث صيحات حفلات الزفاف وكأن اليمن تحوّل إلى صالة كبرى مفتوحة على مدار العام.

في الرياض، يُسوَّق حفلُ زفافٍ سياسيٍ على أنه “عرس وطني جامع” يوحّد الصفوف وفي القاهرة يردّ الخصوم بـ”زفاف تاريخي حاشد” ليثبتوا أن لهم اليد العليا في المنافسة.

أما إسطنبول وأبوظبي فالعنوان واحد ” منصورون في قاعات الافراح مهزومون على الأرض”.

 ولتلك الافراح نصيبها من الكاميرات حيث يلتقي “المنفيون الأنيقون” على موائد مترفة، يتبادلون الضحكات بينما خرائط الوطن تتآكل.

أبناء الوزراء يتباهون بخواتم تفوق قيمتها ميزانية محافظة كاملة، فيما أبناء الميليشيات يقيمون الافراح تحت لافتة “أعراس الصمود” التي توزع اللحوم كأنها انتصارٌ ميداني، وكأن الشحم على الأطباق يعوّض الدم النازف في الجبهات، والكروش الممتلئة ستسد فجوة المعدة الخاوية في قرى الجوع.

والنتيجة واحدة: وجوه ممتلئة، وقرى خاوية، وملايين من اليمنيين لم يعد لديهم حتى القدرة على شراء كيس دقيق.

لم تعد قاعات الأفراح مكاناً للفرح بقدر ما أصبحت تشبه نشرات أخبارٍ مصوّرة بيانات سياسية شعارات حملات إعلامية وصور معدّة للنشر أكثر من اهتمامها بالمدعوين.

الطاولات المذهبة والمقاعد الوثيرة هي نسخة فاخرة من “المسرح السياسي”، وخطابات حماسية عن اليمن الجديد.. لكن اليمن الجديد الوحيد هو قائمة الطعام

أما الشعب.. فهو الضيف الدائم الذي لايتذوق شيئاً.. ضيفاً غير مرئي، مدعو أبدي ليقف عند الباب ويصفق من بعيد، ويدفع من جيبه الفارغ تكاليف هذه الافراح المهيبة، في زمنِّ لايوزع فيه سوى الفقر بالمجان.

 فالأموال التي تُهدر في قاعات الأفراح تُقتطع من ميزانية الخدمات المفقودة، ومن لقمة الخبز التي لم تعد تصل إلى بيوت الفقراء.

هكذا تحوّلت الحرب من تبادل إطلاق النار إلى تبادل دعوات الزفاف، ومن معارك على الأرض إلى سباق على عدد الصور المنشورة في مواقع التواصل.

لكن الفارق الحقيقي هو أن الحرب، مهما كانت قاسية، قد تنتهي يوماً ما، أما هذه الأعراس السياسية فهي معركة بلا نهاية، مادام الشعب هو من يدفع الثمن ولا ينال سوى الفتات.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
جهينة يمن | 602 قراءة 

ساعات على قرار فصل السفير احمد علي عبدالله صالح


حشد نت | 435 قراءة 

طارق صالح: الإرهاب الحوثي لن ينتهي إلا بتحرير العاصمة صنعاء


المرصد برس | 395 قراءة 

أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن اتخاذ إجراءات صارمة بحق أكثر من 47 ألف وافد من الجنسية اليمنية والإ


جهينة يمن | 391 قراءة 

فتحي بن لزرق يكتب شهادة للتاريخ قبل دخوله غرفة العمليات


جهينة يمن | 359 قراءة 

عاجل:السيول تجرف المذيع عبداللطيف الزيلعي(صورة)


المرصد برس | 327 قراءة 

في واقعة أمنية نادرة تُعدّ من بين الأحداث الاستثنائية في العاصمة المؤقتة عدن، شهد فرع مصلحة الهجرة و


عدن تايم | 317 قراءة 

يرى خبراء ومحللون، أن الهجمات النوعية المتبادلة بين الحوثيين وإسرائيل مؤخرا، تفتح الباب على مرحلة جد


كريتر سكاي | 304 قراءة 

​أصدرت قيادة الحزام الأمني قرارًا بإقالة كل من قائد حزام الوضيع، محمد سمقه،


العاصفة نيوز | 298 قراءة 

أعترف حزب الإصلاح، جناح الاخوان المسلمين في اليمن، الخميس، باستلام مخصصات مالية من “الاعاشة”. يتزامن


المشهد اليمني | 278 قراءة 

أقرت الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام، فصل العميد أحمد علي عبدالله صالح من عضوية الحزب، وذلك ع