دفع المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو الواجهة السياسية للإمارات جنوبي اليمن بتعزيزات عسكرية إلى ساحل محافظة حضرموت شرقي البلاد التي تشهد توتراً مُتصاعداً أمنياً وسياسياً وتحشيدات عسكرية مدفوعة ومدعومة من أطراف إقليمية تتنافس للنفوذ في الملف اليمني.

فيما لم تتوقف جهود المجلس الانتقالي في الدفع بقوات ومقاتلين إلى الساحل الحضرمي المطل على البحر العربي، كشفت وسائل إعلامية محسوبة على الانتقالي عن تشكيل قوات جديدة تحت مسمى "قوات الدعم الأمني" كفرع مُستحدث ضمن قوات "النخبة الحضرمية" التي تشكّلت بتمويل وتدريب وإدارة إماراتية منذ عام.

هذه القوة الجديدة يقودها العميد صالح علي حسين بن طالب الشيخ أبو بكر، المعروف حركيا باسم (أبو علي الحضرمي) أحد قادة الجناح المسلح للحراك الانفصالي.

ووفقا لمعلومات ومصادر "ديفانس لاين" فأن الحضرمي بدأ منذ أسابيع استقطاب مُقاتلين من أبناء الضالع ولحج وعدن موالين لمشروع المجلس الانتقالي الذي يتبنى دعوات فصل جنوب اليمن عن شماله والعودة لما قبل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية 22 مايو 90م.

ووفقا للمعلومات يتم إخضاع المجندين للتدريب في معسكر جبل حديد، أحد أهم القواعد العسكرية للانتقالي، ثم يتم إرسالهم إلى المناطق الساحلية جنوبي وجنوبي غرب حضرموت، وتجميع القوات في معسكر لواء بارشيد التابع لقوات الانتقالي المتمركز في منطقة بروم ميفع ومعسكرات أخرى يقودها ويخدم فيها ضباط وأفراد من خارج مناطق حضرموت.

ظهر الحضرمي خلال اجتماع مع قيادات حضرمية مُتحدثاً عن ما وصفه بالأجندات المشبوهة تسعى لتمزيق محافظة حضرموت، متوعداً بالتصدي لكل من يحاول "إشعال الفوضى، وبث الفُرقة، وتمرير مخططات شريرة تستهدف كل ما تحقق من منجزات، وعلى رأسها النخبة الحضرمية".

وهي المرة الأولى يظهر فيها الحضرمي منذ عام ٢٠١٦، وهو أحد الشخصيات المُثيرة للجدل حول طبيعة نشاطه وارتباطاته.

عمل الحضرمي كمستشار لنائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض ومديراً لمكتبه منذ عام ٩٥م، ويقول عن نفسه بأن علاقته الوثيقة بالبيض علاقة عائلية.

نشط في "حركة تقرير المصير- حتم" الجناح المسلح للحراك الانفصالي التي أسسها البيض خلال التسعينات لتنفيذ عمليات مسلحة ضد الجيش اليمني.

الحركة تلقت دعماً وتمويلاً من إيران، وتلقى قادتها وعناصرها تدريبات لدى "حزب الله" في ضاحية بيروت، وتم استقطاب شخصيات جنوبية واستضافتهم في إيران ولبنان وسوريا وتلقوا مدفوعات ومخصصات مالية شهرية. وبتنسيق مع جماعة الحوثيين تم تجنيد مقاتلين في معسكرات بمحافظات الضالع ولحج وعدن وشبوة، وتشكيل خلايا وكتائب سرّية نشطت بتنفيذ اغتيالات واختطافات وقتل وأعمال عنف وتفجيرات طالت مقار حكومية.

وقد تم تعيين أبو علي الحضرمي أمين عام للحركة المسلحة ومسئولاً مالياً، وكان بين قادتها الميدانيين اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو المجلس الرئاسي اليمني حاليا.

وتولى إدارة قناة "عدن لايف" التي أشرف على تأسيسها حزب الله ودعم عملها من الضاحية كواجهة إعلامية للحراك الانفصالي وجناحه المسلح ضد الحكومة اليمنية، وقد تبنت القناة خطابا مواليا لجماعة الحوثي وأذرع المحور الإيراني في المنطقة.

ومنذ ما بعد الحرب التي فرضتها جماعة الحوثيين بدعم إيراني عام عام ٢٠١٤، تحول الحضرمي -ومثله عيدروس- للعمل لصالح الإمارات التي تدخلت في جنوب اليمن تحت مظلة "عاصفة الحزم" التي قادتها السعودية دعما للحكومة الشرعية ومواجهة الحوثيين.

وقد عُيّن كمستشار لعيدروس الزبيدي بعد تعيين الأخير محافظا لمحافظة عدن في ديسمبر ٢٠١٥، وأشرف على تأسيس بعض ألوية قوات الانتقالي أبرزها "لواء الحماية الأمنية" وتشكيل "لجان شعبية" في عدن للإشراف على عمل المؤسسات الحكومية. قبل أن يُقيله عيدروس بعد نحو عام استجابة لضغوط محلية وتحفظات خارجية، ليتوارى بعد ذلك ويغيب حضوره إعلامياً.