في تطور وُصف بأنه بالغ الخطورة ويحمل دلالات عميقة على دقة المرحلة التي تمر بها حضرموت وتعقيدات المشهد العام في المحافظات الجنوبية، عقد القائد أبو علي الحضرمي، قائد قوات الدعم الأمني في النخبة الحضرمية، لقاءً استثنائيًا مع نخبة من عقلاء ووجهاء المحافظة، وذلك في أول ظهور علني له داخل حضرموت.

اللقاء الذي جاء في توقيت مفصلي، شهد مناقشة شاملة للتحديات الجسيمة والمخاطر الداهمة التي تواجه المحافظة على الصعيد الأمني والاجتماعي، وسط تسارع الأحداث وتزايد حجم مخططات الفوضى في المحافظة والقمع الوحشي للمتظاهرين في تريم بوادي حضرموت .

القائد الحضرمي أكد في حديثه الصريح أن قوات النخبة الحضرمية تمثل الركيزة الصلبة والمنجز الأهم لأبناء حضرموت، مشيرًا إلى أنها تتعرض حاليًا لهجمة ممنهجة ضمن مخططات وأجندات مشبوهة تهدف إلى تمزيق المحافظة من الداخل وضرب قواها الحقيقية.

وشدّد على أن حق الاحتجاج والتظاهر مكفول ومشروع، بل يعد واجبًا وطنيًا في مواجهة الانهيار، لكن يجب أن يُمارس بوعي ومسؤولية وطنية عالية، بعيدًا عن استغلاله لتمرير مشاريع دخيلة أو خدمة أجندات تستهدف وحدة حضرموت وأمنها واستقرارها.

وحذّر الحضرمي من أن حضرموت تقف اليوم على مفترق طرق مصيري، في ظل وجود أطراف تتربّص بها في الخفاء، وتسعى لإشعال الفوضى وبث الفرقة وتمرير مخططات تهدد المنجزات التي تحققت، وفي مقدمتها النخبة الحضرمية.

وفي ختام حديثه، دعا القائد أبو علي الحضرمي جميع المكونات والقيادات المجتمعية والنخب والوجهاء إلى التحلي بأعلى درجات اليقظة والحذر وروح المسؤولية التاريخية، مشددًا على أهمية التكاتف ورص الصفوف والتصدي الحازم لمحاولات العبث والانحراف بالشارع الحضرمي.

وأكد بالقول:

“حضرموت أمانة في أعناقنا جميعًا… ولن نسمح لأي جهة كائنة من كانت أن تمس أمنها أو استقرارها أو مكتسباتها.”

يذكر أن القائد أبو علي الحضرمي، واسمه الضابط صالح بن الشيخ أبو بكر، يُعد من أبرز القادة في حركة “حتم” المسلحة التي قادها اللواء عيدروس الزبيدي لمواجهة نظام صنعاء بعد حرب 1994 واستمرت حتى 2013، قبل أن يبدأ الزبيدي بتشكيل المقاومة الجنوبية التي تصدت للحوثيين عام 2015 وكانت النواة الأولى للقوات المسلحة الجنوبية بتشكيلاتها المختلفة