اعترافات سلطان السامعي .. مؤشر على تفكك داخلي وضربات قاصمة داخل صفوف مليشيا الحوثي
قبل 14 دقيقة
في تصريح نادر وغير مسبوق من داخل الصفوف العليا لمليشيا الحوثي، أقر سلطان السامعي، عضو ما يُعرف بـ"المجلس السياسي الأعلى"، بأن العاصمة صنعاء تعاني من اختراقات أمنية واستخباراتية خطيرة، مشيراً إلى أن الخطر المحدق يفوق ما واجهته إيران أو حزب الله في لبنان، في اعتراف ضمني بتفكك المنظومة الأمنية والسياسية للجماعة
.
وتكمن خطورة هذا التصريح في توقيته، إذ يتزامن مع اتهامات مباشرة لقيادات عليا في الجماعة بنهب المال العام وتهريب مليارات الدولارات، وسط تفاقم معاناة المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية. هذا التحول في خطاب أحد أركان الجماعة يفتح الباب أمام تساؤلات واسعة حول تفكك داخلي متسارع، وصراع خفي على النفوذ والموارد.
تصريحات السامعي بشأن اختراق صنعاء استخباراتيًا تشير إلى وجود تسريبات أمنية وعمليات تجسس ناجحة داخل الدوائر الحوثية، ربما تقف خلفها أجهزة استخبارات إقليمية أو دولية. وقد انعكست هذه الاختراقات ميدانيًا في ضربات جوية دقيقة للتحالف، وعمليات نوعية نفذتها الولايات المتحدة في عمق صنعاء، استهدفت قيادات من الصف الأول. كما أسهمت في اضطراب داخلي ناجم عن انعدام الثقة بين فصائل الميليشيا، وتزايد الشكوك بشأن اختراق الدوائر المغلقة.
ويبدو أن هذا الاعتراف بمثابة تمهيد لمحاولة تحميل مسؤولية الفشل الأمني لأجنحة داخل الجماعة، في ظل تنافس محتدم بين مراكز النفوذ. ويمكن فهمه أيضًا كرسالة تحذير مبكرة من انفجار داخلي وشيك إذا لم تتم معالجة الأوضاع.
وقد اتهم السامعي قيادات حوثية بتهريب نحو 150 مليار دولار، وهو رقم ضخم يعكس وجود شبكات فساد منظم تُحكِم قبضتها على الإيرادات العامة، والجمارك، والمساعدات الدولية. كما يشير إلى تهريب الأموال عبر شبكات مالية عابرة للحدود، نحو لبنان، وإيران، وماليزيا، وسلطنة عُمان. وهو ما يكرّس ما يُعرف باقتصاد الحرب في اليمن، الذي بات محصورًا في أيدي قادة المليشيا، ما فجّر غضبًا داخليًا متصاعدًا حتى في أوساط الجماعة نفسها.
ولأن السامعي لم يُعرف سابقًا بمواقف معارضة، يثار التساؤل: لماذا الآن؟ ولماذا بهذا الشكل؟ من المرجح أن يكون السبب تهميشه داخل المجلس السياسي لصالح قيادات موالية لعبدالملك الحوثي، أو شعوره بأن مستقبل الجماعة مهدد من الداخل، لا من الخارج فقط، نتيجة للفساد والانقسامات. وقد يكون تصريحه محاولة لركوب موجة الغضب الشعبي، خاصة في تعز وجنوب اليمن، عقب فرض الطائفية في الأذان واقتحام المساجد. كما قد يُقرأ كنوع من ردة الفعل على صراع داخلي بين أجنحة هاشمية وأخرى غير هاشمية – كالسامعي نفسه.
ومن المحتمل أيضًا أن السامعي تلقى رسائل تهديد بالإقصاء، فبادر بهذه التصريحات العنيفة كنوع من الردع أو الاستباق لأي محاولة لتصفيته سياسيًا.
وقد أشار في تصريحاته إلى حادثة اقتحام مسجد في منطقة الحوبان (تعز) وفرض صيغة أذان طائفية، واعتبر ذلك تصعيدًا خطيرًا يهدد بجرّ المنطقة إلى مربع الطائفية. وهو ما يعكس سعي الجماعة لفرض الهوية الجارودية بالقوة، ما قد يثير تمردًا شعبيًا حتى في مناطق موالية تقليديًا للحوثيين.
كما أشار السامعي إلى استغلال الدين لأغراض سياسية، وهو سلوك بات سمة بارزة للحوثيين، إلا أن تطبيقه في مناطق حساسة مذهبيًا – كتعز – قد يؤدي إلى انفجار شعبي مسلح، وهو ما عبّر السامعي عن خشيته منه صراحة.
إن اعترافات سلطان السامعي لا يمكن التعامل معها كتصريحات عابرة، بل هي بمثابة جرس إنذار يُقرع من داخل الجماعة ذاتها، يكشف حجم الفساد والتناقضات والصراع الداخلي على السلطة والمال. كما يعبر عن غضب متنامٍ بدأ يتسرب إلى الصفوف القيادية غير المنتمية لعائلة الحوثي.
وإذا ما استمرت هذه الضربات الأمنية والانقسامات الداخلية، فإن الجماعة تقف بالفعل أمام أخطر مراحلها منذ انقلابها على الدولة عام 2014.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
شهدت أسواق الصرف في اليمن، اليوم الخميس 7 أغسطس 2025، تحركاً لافتاً ومفاجئاً في أسعار العملات الأجنب
في ظل تقلبات اقتصادية محلية وإقليمية، يواصل الريال اليمني تسجيل أداء مستقر وملحوظ في مناطق سيطرة ا
أصدرت نقابة الصرافين الجنوبيين بيانا وضعت فيه النقاط على الحروف وكشفت فيه الكثير من المعلومات حول ال
حول سياسي واقتصادي كبير مرتقب في اليمن ومركزي عدن على موعد مع مليارات الدولارات المجمدة
أسعار صرف الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعودي في صنعاء وعدن
نشر معالي المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، مقطعًا موس
في حادثة مأساوية هزت مشاعر سكان مديرية عبس بمحافظة حجة شمال غرب اليمن، توفي أربعة أشقاء جراء تعرضهم