صعّدت مليشيات الحوثي من اعتداءاتها في البر والبحر، بالتزامن مع تحريك خلاياها بمناطق يمنية المحررة، في مسعى لتفجير الأوضاع عسكريًا.

ودفعت مليشيات الحوثي بأفواج من مقاتليها إلى جبهات الضالع، وشنت سلسلة هجمات في مأرب والبحر الأحمر، كما أقدمت على تحرير خلاياها في حضرموت، ضمن تصعيدها الواسع في اليمن.

تصعيد في الضالع

وذكر محور الضالع العسكري في بيان أن "مليشيات الحوثي دفعت بتعزيزات من صفوفها نحو المواقع المتقدمة بجبهة حجر شمال غربي الضالع، حيث زجت بالمئات من المقاتلين الذين وصلوا إلى مواقع المليشيات المتقدمة صباح الثلاثاء".

وأكد أن "العشرات من عناصر المليشيات شوهدوا في مواقع قريبة من المواقع المتقدمة لجبهة حجر أثناء قدومهم من مناطق سيطرة الحوثيين في مديرية الحشاء التابعة إداريًا لمحافظة الضالع".

وطبقًا للبيان، فإن "التعزيزات الحوثية الأخيرة تمثلت بالمئات من المقاتلين الذين قدموا بشكل استعراضي على شكل أفواج مشيًا على الأقدام بعد تخرجهم من دورة تدريبية عسكرية في معسكر المشواس الخاضع لسيطرة الحوثيين شرقي الحشاء، مدججين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة".

وبحسب البيان، فإن "هذا التصعيد الحوثي الجديد جاء بعد حالة من الهدوء المصحوب بالحذر، الذي تشهده جبهات القتال في محافظة الضالع بين الحين والآخر، والذي جاء تزامنًا مع فتح الشريان الحيوي الرابط بين صنعاء وعدن عقب إغلاق ميناء الحديدة".

اعتداءات في مأرب والبحر الأحمر

في مأرب والبحر الأحمر، هاجمت مليشيات الحوثي بالقذائف والمسيرات فرقًا مدنية وعسكرية، بما في ذلك محاولة استهداف فريق فني في مديرية حريب.

وذكرت مؤسسة كهرباء مأرب في بيان أن "مليشيات الحوثي قصفت بقذائف هاون الطاقم الإداري والفني بكهرباء حريب، أثناء تنفيذهم أعمال إصلاح الخط في منطقة ملعاء بمديرية حريب جنوبي المحافظة".

وأوضحت أن الفريق "كان قد باشر عملية الإصلاح صباحًا بعد تضرر الشبكة نتيجة ماس كهربائي تسبب في حريق أحد الأعمدة، وعاود العمل بعد العصر بمساعدة عدد من المواطنين، قبل أن يتعرضوا للاستهداف الحوثي أثناء إنهاء المهمة وإعادة التيار لقرى مرشة والهجر والدريب والابداد".

في البحر الأحمر، أعلنت المقاومة الوطنية إحباط دفاعاتها "هجومًا لمليشيات الحوثي بواسطة مسيّرة إيرانية انتحارية، على دورية لخفر السواحل قرب جزيرة زقر الواقعة في المدخل الجنوبي".

وقالت المقاومة الوطنية في بيان إن "مليشيات الحوثي حاولت استهداف دورية بحرية لخفر السواحل اليمنية بقطاع البحر الأحمر، مستخدمة مسيّرة مفخخة إيرانية"، مؤكدة أن الدفاعات الجوية رصدت المسيّرة الإيرانية وأسقطتها بنجاح قبل وصولها إلى الهدف.

وأشار إلى أن بحرية المقاومة الوطنية انتشلت جسم الطائرة من البحر، ونقلته إلى الجهات المختصة.

استهداف حضرموت

في السياق، حذر قائد المنطقة العسكرية الثانية في الجيش اليمني، اللواء الركن طالب سعيد بارجاش، من "وجود مخطط حوثي لاستهداف المحافظة والقوات المسلحة في ساحل حضرموت".

وقال المسؤول العسكري خلال زيارته قوة التدخل السريع في مدينة المكلا، إن "معلومات استخبارية مؤكدة أفادت بوجود عناصر في ساحل حضرموت تتلقى دعمًا مباشرًا من مليشيات الحوثي، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار، واستهداف القوات المسلحة".

وأضاف: "هناك جهات تعمل كأذرع لمليشيات الحوثي في ساحل حضرموت، تتلقى توجيهات ودعمًا ماليًا وإعلاميًا لإثارة الفوضى وزرع الفتن وتشويه صورة القوات المسلحة"، مؤكدًا أن هذه المخططات مكشوفة، وسيتم التعامل معها بحزم ووفق القانون".

وشدد اللواء بارجاش على ضرورة الالتفاف الشعبي حول المؤسسة العسكرية والأمنية، والتعاون مع الأجهزة المختصة بالإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة تهدف للنيل من أمن ساحل حضرموت.

وأكد قائد المنطقة العسكرية الثانية على أهمية رفع درجات الجاهزية واليقظة والتنسيق الأمني والعسكري بين جميع الوحدات لمواجهة التحديات الراهنة.

وتأتي هذه التطورات عقب تأكيد مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية" عن ترتيبات حوثية لشن هجمات عسكرية في عدة محافظات، بالتزامن مع حشدها للمقاتلين على عدة جبهات، وتحريك خلاياها في المناطق المحررة تمهيدًا لتفجير الأوضاع العسكرية.