شهدت مدينة الخوخة صباح اليوم، حفلاً تأبينيًا مهيبًا لإحياء ذكرى أربعينية القائد الشهيد عبدالرحمن حجري، أحد أبرز قيادات المقاومة التهامية، وسط حضور واسع لشخصيات سياسية وعسكرية وأكاديمية واجتماعية من محافظتي الحديدة وتعز.

ونظم الحفل كل من الحراك التهامي السلمي والمقاومة التهامية، تكريمًا لدور الشهيد البطولي في تحرير مدينة الخوخة من قبضة مليشيا الحوثي، وتخليدًا لإرثه النضالي الذي شكّل محطة فارقة في مسيرة النضال التهامي.

وفي كلمة ألقاها خلال الفعالية، أكد محافظ الحديدة الدكتور الحسن علي طاهر أن الشهيد حجري كان “صوت تهامة الحر وضميرها الحي”، مشيدًا بشجاعته وثباته في وجه الظلم والطغيان. وأضاف: “نحن اليوم لا نودع شهيدًا فقط، بل نجدد معه العهد على مواصلة طريق الكرامة والحرية والعدالة”.

وأشار المحافظ إلى أن الشهيد لم يكن مجرد قائد، بل مشروع وطني متكامل تجسدت فيه تطلعات أبناء تهامة، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد تعزيز الحضور التهامي في مختلف مسارات العمل الوطني.

وأثنى طاهر على تنظيم الحراك التهامي لهذا الحفل، مشيرًا إلى أن إشهار المكتب السياسي للحراك يمثل نقلة نوعية في مسار القضية التهامية نحو مزيد من التأثير والمشاركة في المشهد الوطني.

الحفل التأبيني تخلله عرض فيلم وثائقي استعرض أبرز محطات حياة القائد الشهيد، بدءًا من انخراطه المبكر في العمل الوطني، مرورًا بتأسيسه للمقاومة التهامية، وحتى استشهاده في ميادين الكفاح. وقدّم الفيلم صورة موثقة لمسيرته الحافلة في توحيد الصف التهامي وبناء جسور التواصل بين مختلف مكونات المجتمع.

كما أُلقيت خلال الحفل عدد من الكلمات، أبرزها كلمة زملاء الشهيد التي ألقاها العميد أحمد الكوكباني، وكلمة عن أسرته ألقاها شقيقه مستوى حجري، إضافة إلى كلمة التنظيمات والأحزاب ألقاها عبدالله محمد. وأجمعت الكلمات على أن الشهيد حجري كان قائدًا استثنائيًا، آمن بعدالة القضية التهامية، وكرّس حياته لخدمة الأرض والإنسان في تهامة.

وأكد المتحدثون أن الشهيد كان في طليعة الصفوف منذ انطلاق شرارة المقاومة، وكان مثالًا للتفاني والإخلاص، لم يطلب شيئًا لنفسه، سوى أن يرى تهامة حرة مستقلة.

وفي ختام الحفل، تلي البيان الختامي الذي شدد على مواصلة السير على درب الشهيد وكافة شهداء تهامة الأحرار، وحماية مكتسبات النضال التهامي في مواجهة مختلف التحديات.