اقتحمت مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، مساء السبت، مسجدًا يتبع التيار السلفي في سوق السويداء بمديرية ماوية، شرق محافظة تعز (جنوب غرب اليمن)، واستولت عليه بالقوة، في واقعة أثارت استنكارًا واسعًا في أوساط الأهالي والحقوقيين.

وأكدت المحامية إشراق المقطري، عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، أن مجموعة من المسلحين الحوثيين داهموا المسجد أثناء وجود المصلين، حيث انتشروا في أرجائه، وقاموا بتفتيش الحاضرين بشكل مهين، كما صادروا هواتف عدد منهم، في انتهاك صارخ لحرمة المكان وحقوق المصلين.

وأشارت المقطري إلى أن المسلحين قاموا بطرد إمام المسجد، الشيخ مشير الشرعبي، بالقوة وتحت التهديد، قبل أن يعينوا اثنين من عناصر الجماعة قادمين من محافظة صعدة لإدارة شؤون المسجد والخطابة فيه، في محاولة لفرض أيديولوجيتهم على المجتمع المحلي، ومصادرة المساجد لصالح مشروعهم الطائفي.

هذا الاعتداء ليس حادثًا معزولًا، إذ يأتي بعد أيام قليلة من حملة اختطافات شنتها المليشيات في المنطقة، طالت نحو عشرة معلمين، ضمن موجة قمع أمني متصاعدة تطال المؤسسات التعليمية والدينية على حد سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.

وتعكس هذه الممارسات تصعيدًا خطيرًا في سياسة فرض السيطرة الفكرية والعقائدية بالقوة، وتهدد بتقويض ما تبقى من الحريات الدينية في مناطق سيطرة الحوثيين، وسط صمت دولي متزايد حيال الانتهاكات المستمرة التي تطال المدنيين ومقدساتهم.

وتطالب منظمات حقوقية وناشطون بسرعة التحرك لإدانة هذه الانتهاكات، وحماية دور العبادة من الاستغلال السياسي والطائفي، وضمان حق اليمنيين في ممارسة شعائرهم الدينية بعيدًا عن التدخل القسري أو الإقصاء الممنهج.ة