تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
حين يتجسّد الوفاء في حجر.. الزُبيدي يدشّن نصب الشهيد أبو اليمامة في قلب عدن
202 قراءة  |

في صباح جنوبي مشبع بالرمزية، عاد اسم الشهيد القائد منير اليافعي "أبو اليمامة" إلى واجهة الذاكرة الوطنية، ليس من خلال خطابٍ رسمي أو فعالية عابرة، بل عبر لحظة خالدة جَسّد فيها الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أحد أسمى صور الوفاء، عندما أزاح الستار عن نصب تذكاري يخلّد تضحيات هذا القائد الجنوبي الاستثنائي ورفاقه، في مقر اللواء الأول دعم وإسناد بالعاصمة عدن.

هذا الحدث، كما رصدته "العين الثالثة"، لم يكن مجرد تدشين لنُصب من الخرسانة والبرونز، بل كان إعادة بعثٍ لذاكرة جنوبية مثقلة بالدم، ومحمّلة بمعاني النضال والفداء، واستحضارًا لروح قائدٍ لم يهدأ له بال حتى ارتقى شهيدًا في سبيل ما آمن به: جنوب حر، كريم، ومستقل.

أبو اليمامة.. من المعركة إلى الأسطورة

حين يُذكر اسم "أبو اليمامة"، لا يُستدعى مجرد قائد عسكري قاتل ببسالة ضد الإرهاب، بل تُستحضر مرحلة مفصلية من تاريخ الجنوب الحديث، سطرها هذا القائد بشجاعة نادرة، وعقيدة صلبة، وولاء مطلق لوطنه، لقد تحوّل "أبو اليمامة" إلى رمزٍ تتقاطع فيه المعركة مع الحلم، والرصاصة مع المشروع، والدم مع الهوية.

النصب التذكاري الذي أُقيم في المكان ذاته الذي استُهدف فيه بغدرٍ آثم، ليس مجرد تجسيد لمأساة، بل إعلان بصري أن الجنوب لا ينسى قادته، وأن لكل دمٍ سقط في سبيل الوطن ذاكرةً تظل شاهدة على الطريق والمصير.

الزُبيدي.. يكتب بالوفاء ما عجزت السياسة عن قوله

وقوف الرئيس الزُبيدي أمام النصب، ووضعه إكليل الزهور وقراءته الفاتحة، لم يكن بروتوكولًا اعتياديًا، بل كان فعلًا سياسيًا بليغًا، فقد أراد القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية أن يُعلن، بلغة الرموز، أن دماء الشهداء ليست تضحيات منسية في أرشيف الصراعات، بل هي منارات حيّة ترسم المسار وتصنع المستقبل.

وقال الزُبيدي، في كلمته المختصرة التي تابعتها "العين الثالثة"، إن "دماء الشهيد القائد ورفاقه هي نبراس يضيء الطريق لشعب الجنوب في مسيرة نضاله من أجل الحرية والاستقلال"، في إشارة واضحة إلى أن مشروع الدولة الجنوبية ليس مجرد ملف تفاوضي، بل هو ممهور بتضحيات غالية، ومسؤولية تاريخية لا تقبل النكوص.

في المكان الذي صعدت فيه روحه.. يُنصب التاريخ شاهدًا

من موقع استشهاده، عاد أبو اليمامة ليقف شامخًا بين رفاقه، النصب أُقيم في اللواء الأول دعم وإسناد، حيث امتزج دمه بتراب الأرض، ليكون شاهدًا بصريًا وتاريخيًا على لحظة الغدر التي استهدفته، وعلى تاريخه الممتد منذ لحظة انطلاق المقاومة الجنوبية.

"العين الثالثة" رصدت مشهدًا إنسانيًا مؤثرًا خلال التدشين، حيث بدا والد الشهيد واقفًا بصمت المكلومين، يراقب حجرًا يحمل اسم ولده، لكنه يعلم أن القيمة الحقيقة لهذا الاسم لا تسكن في النُصب بل في قلوب الجنوبيين وفي كل موقع نضال.

قيادات الجنوب تُجدد العهد

شارك في التدشين عدد من أبرز القيادات العسكرية والأمنية الجنوبية، بينهم اللواء الركن هيثم قاسم طاهر، عضو هيئة رئاسة المجلس، رئيس هيئة الركن الامنية، واللواء الركن صالح علي حسن، رئيس هيئة العمليات المشتركة، والعميد محسن الوالي، قائد قوات الحزام الأمني، إلى جانب العميد نصر عاطف، قائد اللواء الأول دعم وإسناد، الذي قال إن "هذا النُصب ليس مجرد حجر، بل ذاكرة مقاومة، وشاهد على قائد جسور قدم روحه فداءً لوطنه وشعبه".

ورأى مراقبون تحدثوا لـ "العين الثالثة" أن هذا الحضور المكثف يعكس رسالة وحدة عسكرية جنوبية في وجه التحديات، وتجديداً للعهد أمام شعب الجنوب على استكمال المشروع الوطني الجنوبي.

الوفاء كمنهج سياسي.. ورسالة تتجاوز المكان

توقيت الحدث ومكانه وحمولته الرمزية، كلها تعكس قراءة ذكية من قبل القيادة الجنوبية في تثبيت المفاهيم الوطنية الكبرى، ففي ظل المتغيرات السياسية والإقليمية، يبدو أن الجنوب – كما تقرأه "العين الثالثة" – يعيد ترتيب رموزه، ويؤسّس لذاكرة مؤسساتية قائمة على التكريم لا على التجاهل، وعلى التوثيق لا على النسيان.

الزُبيدي، وهو يقف أمام تمثال أبو اليمامة، كان يرسل رسالة بليغة مفادها: لا وطن بدون ذاكرة، ولا مشروع بدون شهداء، ولا مستقبل بدون الاعتراف بالجذور.

الجنوب الجديد.. يبدأ من الاعتراف بمن صنعوا الحاضر

إن بناء الدولة الجنوبية، الذي يتطلب مؤسسات، وتشريعات، وتنمية، لا يمكن أن يكتمل دون أن يتكئ على ذاكرة نضالية حقيقية. وأبو اليمامة، بما مثّله من عقيدة قتالية وانحياز وطني، يمثل أحد أهم أركان تلك الذاكرة.

وفي هذا السياق، تقول "العين الثالثة" إن تشييد النُصب لم يكن فقط تكريمًا لشخص، بل تأسيسًا لمفهوم جديد في الوعي الجنوبي: أن الأوطان لا تُبنى فقط بالتخطيط، بل أيضًا بالدموع، والوفاء، والحجارة التي تحفظ أسماء من صنعوا الفرق.

حين يتحوّل الحُزن إلى دافع

النُصب القائم الآن في عدن، ليس تمثالًا صامتًا، بل جدارية ناطقة بتاريخٍ من الدم والشرف. إنه شاهد على أن الجنوب لا يُطوى إلا على أبنائه، ولا يُبنى إلا بتضحياتهم، وأن كل شهيد – مهما غاب – يظل حيًا في الضمير، كما هو أبو اليمامة الآن: حيٌّ في قلوبنا، مخلَّدٌ في الذاكرة، وشامخٌ في النصب.

وفي ذلك الصباح، قالت عدن كلمتها دون أن تنطق: "لم ننسَ من حملوا السلاح ليحمل الوطن، ولن ننسى."

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
جهينة يمن | 536 قراءة 

ساعات على قرار فصل السفير احمد علي عبدالله صالح


جهينة يمن | 338 قراءة 

فتحي بن لزرق يكتب شهادة للتاريخ قبل دخوله غرفة العمليات


المرصد برس | 333 قراءة 

أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن اتخاذ إجراءات صارمة بحق أكثر من 47 ألف وافد من الجنسية اليمنية والإ


المرصد برس | 312 قراءة 

في واقعة أمنية نادرة تُعدّ من بين الأحداث الاستثنائية في العاصمة المؤقتة عدن، شهد فرع مصلحة الهجرة و


جهينة يمن | 299 قراءة 

عاجل:السيول تجرف المذيع عبداللطيف الزيلعي(صورة)


عدن تايم | 282 قراءة 

يرى خبراء ومحللون، أن الهجمات النوعية المتبادلة بين الحوثيين وإسرائيل مؤخرا، تفتح الباب على مرحلة جد


نيوز لاين | 247 قراءة 

رسمياً: 300 ريال فقط لتأشيرة الزيارة العائلية في السعودية.. وإجراءات إلكترونية كاملة تنهي معاناة الم


العاصفة نيوز | 239 قراءة 

أعترف حزب الإصلاح، جناح الاخوان المسلمين في اليمن، الخميس، باستلام مخصصات مالية من “الاعاشة”. يتزامن


نيوز لاين | 237 قراءة 

قبل دخوله غرفة العمليات.. فتحي بن لزرق يكتب شهادة للتاريخ


المشهد اليمني | 225 قراءة 

أقرت الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام، فصل العميد أحمد علي عبدالله صالح من عضوية الحزب، وذلك ع