الشهيد عارف الزوكا .. رمز الوفاء والبطولة والتضحية والفداء

قبل 12 دقيقة

في سجلّ الرجال العظماء، تبرز أسماء لا تموت، لأنها سُطرت بالدم والتضحية والفداء والإخلاص لقضايا الوطن. ومن بين هذه الأسماء الخالدة، يسطع نجم الشهيد عارف عوض الزوكا، الأمين العام السابق للمؤتمر الشعبي العام، الذي جسّد أسمى معاني الوفاء والشجاعة والبطولة، حينما وقف كتفاً بكتف إلى جانب رفيق دربه ورفيق السلاح، الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، في ملحمة الثاني من ديسمبر 2017م

.

منذ اللحظة الأولى لانضمامه إلى المؤتمر الشعبي العام، برز الزوكا كقائد حزبي فذ، وكمخلص نادر للرئيس صالح. لكنه لم يكن مجرد مسؤول حزبي أو إداري، بل كان رفيقاً نبيلاً وصديقاً وفياً للزعيم، يسير معه في دروب السياسة الوطنية الصعبة، ويشاركه المواقف والمحن قبل النجاحات.

لم يكن الشهيد الزوكا من أولئك الذين يصمتون حين تُمسّ الكرامة الوطنية أو تُنتهك مبادئ الجمهورية، وإنما كان صاحب مواقف بطولية وكلمة جريئة في وجه الطغيان.

ففي المهرجان الجماهيري الحاشد في ميدان السبعين بتاريخ 24 أغسطس 2017م، بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، اعتلى الزوكا منصة الخطابة ووجّه انتقادات غير مسبوقة للمليشيات الحوثية، متهماً إياها بالفشل في إدارة شؤون الدولة، وإقصاء الشركاء، وممارستها سياسة التهميش.

كانت كلماته في ذلك اليوم بمثابة صرخة ضمير ونداء وطني حقيقي، حيث أعلن بصوت المؤتمر رفضه الصريح لمحاولات تعديل المناهج الدراسية بما يخدم أيديولوجيات دخيلة.

كما أدان بوضوح في العديد من الفعاليات نهب الحوثيين لخزينة الدولة وفسادهم المستشري في أجهزة ومفاصل الدولة، ولم يتردد في كشف حقيقة المشروع الإيراني في اليمن، وما يخطط له من تدمير للبنية الوطنية والسيادة اليمنية، الأمر الذي جعله هدفاً مباشراً لقوى الظلام الكهنوتية، لكنه مضى غير مبالٍ، مؤمناً بواجبه الوطني حتى النهاية.

حين اندلعت انتفاضة الثاني من ديسمبر 2017م، لم يتردد الزوكا لحظة في أن يكون في مقدمة الصفوف إلى جانب الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح. لم يغادره، ولم يتراجع، بل قرّرا معاً خوض المعركة المصيرية دفاعاً عن الجمهورية والوحدة والحرية والكرامة، في مواجهة مباشرة مع أدوات المشروع الإيراني في قلب العاصمة المختطفة صنعاء.

وفي يوم الرابع من ديسمبر، ارتقى الزوكا شهيداً مع صديقه ورفيقه الزعيم، بعد أن سطّرا ملحمة بطولية بأسلحتهما الشخصية، واختلطت دماؤهما الزكية كدليل حي على الوفاء الذي لا يعرف الخيانة، والإخلاص الذي لا يساوم على الوطن.

إن الحديث عن الشهيد عارف الزوكا، هو حديث عن الوفاء في أنقى صوره، والتضحية في أبهى تجلياتها، والوطنية في أنبل معانيها. لقد رحل الزوكا، لكنه ترك درساً خالداً في الثبات والموقف، وسيظل اسمه محفوراً في ذاكرة اليمنيين الأحرار، كمثال للرجل الذي اختار طريق الشرف والمقاومة على دروب الذل والخنوع.