شهدت العاصمة المؤقتة عدن، أمس ، حفل تخريج الدفعة الثالثة من ضباط مراقبي عمليات حفظ السلام، التابعين للأمم المتحدة، وذلك برعاية كريمة من معالي وزير الدفاع الفريق الركن محسن محمد الداعري، تحت شعار: "المزيد من التأهيل والتدريب للمراقبين اليمنيين من أجل عودة مشاركة بلادنا في عمليات حفظ السلام".

وقد تميز الحفل بحضور رفيع المستوى، ضم نخبة من القيادات العسكرية والمدنية، في مقدمتهم: اللواء الركن أحمد محسن سالم اليافعي، رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، اللواء الركن أحمد سالم المرزوقي، رئيس هيئة القوى البشرية، اللواء الركن ناجي عباس ناجي، نائب رئيس هيئة العمليات، اللواء الركن عبدالحكم موسى الشعيبي، مدير مكتب وزير الدفاع، العميد الركن صالح محمد الداعري، قائد اللواء 30 حماية، السيد محمد منعم منصور، مدير مكتب بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) – عدن، د/رانيا فرحان مدير عام عبود العسكري والأستاذ ناصر بجنف، مدير علاقات مستشفى باصهيب العسكري العام، إلى جانب عدد من قادة الوحدات ومدراء الدوائر العسكرية والجهات الداعمة.

وفي مستهل الحفل، ألقى مدير معهد تدريب قوات حفظ السلام العميد الركن محمد صالح عبدالقوي، كلمة عبّر فيها عن فخره واعتزازه بتخريج دفعة جديدة من الضباط والمراقبين العسكريين وضباط الشرطة، وعددهم 148 متدرباً، من ضمنهم 6 نساء، يمثلون مختلف تشكيلات القوات المسلحة ووزارة الداخلية في المحافظات المحررة.

وأشار إلى أن البرنامج التدريبي – الذي امتد على مدى تسعة أسابيع – تضمن مجموعة شاملة من المحاضرات النظرية والتطبيقات العملية، في مجالات متعددة منها: مفاهيم حفظ السلام، القانون الدولي الإنساني، فض النزاعات، مراقبة وقف إطلاق النار، فتح المعابر، حماية المدنيين، الجندر، التعاون المدني العسكري، الأمن والسلامة، والإجراءات الإدارية واللوجستية، إضافة إلى التعامل مع الذخائر غير المنفجرة والتعريف بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

من جانبه، ألقى العميد محمد ناجي جواس، رئيس شعبة البعثة الدراسية، كلمة نيابة عن رئيس هيئة التدريب والتأهيل، أكد فيها أن هذا الإنجاز يمثل خطوة استراتيجية لإعادة تموضع اليمن ضمن خارطة العمل الدولي، ويعكس التزام القيادة العسكرية بتأهيل الكوادر وفق أعلى المعايير العالمية، بما يتماشى مع تطلعات الوزارة لتحديث وبناء مؤسسة دفاعية عصرية.

وأوضح العميد جواس أن هيئة التدريب ستواصل دعمها الكامل لمعهد حفظ السلام، والعمل على تطوير برامجه بالشراكة مع الجهات الوطنية والدولية، متمنياً للخريجين مسيرة ناجحة في خدمة وطنهم وتمثيله في ميادين السلام.

وفي كلمة مؤثرة باسم الخريجين، عبّرت النقيب آمال الجماعي عن امتنانها العميق للجهات الراعية والمنظمة، مؤكدة أن هذه الدورة لم تكن مجرد محطة تدريبية، بل بداية لمشوار إنساني نبيل عنوانه "السلام وبناء الثقة".

وأضافت: "رسالتنا واضحة إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة.. نحن مستعدون، ونستحق أن نعود إلى ساحة حفظ السلام، فمن غير المنصف أن تُبذل هذه الجهود ولا تتحول إلى مشاركة فعلية على الأرض، حيث مكاننا الطبيعي بين صفوف حماة السلام".

وفي ختام الكلمات، ألقى نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد البصر سالم، كلمة نقل فيها تحيات قيادة وزارة الدفاع ممثلة بمعالي الوزير الفريق الركن محسن الداعري، ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن صغير بن عزيز، مشيداً بمستوى الخريجين والكفاءة التي ظهروا بها.

وأكد أن اليمن – رغم ما تمر به من ظروف استثنائية – كانت ولا تزال شريكاً فاعلاً في دعم الأمن والاستقرار الدوليين، من خلال مشاركاتها المشرفة في بعثات الأمم المتحدة في إفريقيا وآسيا وأمريكا، والتي نالت تقدير العالم نظير الانضباط والمهارة التي يتحلى بها الضابط اليمني.

وأشار اللواء البصر إلى أن هذا التخرج يمثل خطوة مهمة في إعادة اليمن إلى ساحات العمل الدولي، مشدداً على أهمية البناء المستدام لقدرات الكوادر الوطنية في مختلف مجالات العمل الأممي، وفي مقدمتها القانون الدولي الإنساني والتنسيق المدني العسكري وحماية المدنيين.

وفي ختام الحفل، جرى توزيع الشهادات التقديرية على الخريجين، وسط أجواء من الفخر والاعتزاز، وإشادة واسعة من الحاضرين بالمستوى المهني المتميز الذي أظهره المشاركون، وبالجهود الكبيرة التي بذلتها قيادة المعهد والمدربين والجهات الداعمة لإنجاح هذا البرنامج التدريبي النوعي.