كشف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عن تعرضه لمحاولة اغتيال أثناء الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، مؤكدًا أن قنبلة زُرعت أمام منزله في طهران، وأصابت منزلًا مجاورًا، في حين تم القبض على المنفذين. وأضاف: "عدة مرات، حلّقت طائرات مسيّرة فوقنا خلال رحلاتي إلى تركيا"، في إشارة إلى محاولات تعقّب واستهداف مستمرة.

وجاءت هذه التصريحات ضمن حديث موسّع لعراقجي، نقلته وكالة "مهر"، كشف فيه تفاصيل وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب التي استمرت 12 يومًا، مشيرًا إلى أن القرار اتُخذ بعد مصادقة المجلس الأعلى للأمن القومي وموافقة المرشد الأعلى علي خامنئي، وذلك في اليوم الثامن أو التاسع من المعارك، عندما عرضت إسرائيل رسميًا وقف الهجمات.

وأكد عراقجي أن إيران لم تكن البادئة بالحرب، بل كانت في موقع الدفاع، وأن القرار بقبول وقف إطلاق النار غير المشروط جاء من موقع قوة وليس ضعفًا، مشيرًا إلى أن المجلس الأعلى للأمن القومي اشترط أن يتم الرد فقط في حال التحقق من الجاهزية الدفاعية الكاملة بعد أي رد هجومي.

كما تحدّث عراقجي عن الانقسام داخل القيادة الإيرانية عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، حيث قال إن القادة السياسيين والعسكريين اختلفوا بشأن توقيت وشكل الرد، موضحًا أن التأخير كان بدافع التأكد من الاستعدادات الدفاعية الكاملة تحسبًا لأي تصعيد شامل.

وأشار وزير الخارجية إلى أن إيران اقتربت ثلاث مرات من حافة الحرب خلال العام الماضي، خاصة بعد عملية "الوعد الصادق 2"، مؤكدًا أن الدبلوماسية الإقليمية لعبت دورًا مهمًا في تأجيل الحرب، بعد قيامه بـ17 جولة خارجية لإيصال رسالة واضحة مفادها أن الحرب لن تبقى محصورة بين إيران وإسرائيل، بل قد تطال القواعد الأميركية في دول الجوار إذا ما دخلت واشنطن في المعركة.

واختتم عراقجي حديثه بالتأكيد على أن إسرائيل هي من طلبت وقف إطلاق النار، وقال: "نحن من وجه الضربة الأخيرة"، في إشارة إلى أن القرار بإنهاء الحرب جاء بعد أن أثبتت إيران قدرتها على الصمود والردع، وفق تعبيره.