كشف وزير الخارجية اليمني الأسبق، الدكتور أبو بكر القربي، أن الرئيس الراحل علي عبدالله صالح لم يكن في تحالف حقيقي مع ميليشيات الحوثي، وأنه كان يتوقع من الرئيس عبد ربه منصور هادي التدخل لإيقاف تمدد الجماعة عندما بدأت بالتقدم نحو العاصمة صنعاء.

وفي مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط"، أوضح القربي أن صالح اعتقد في بداية الأمر أن حكومة هادي ستتحرك لمنع سقوط محافظة عمران، خاصة عندما وصلت الجماعة إلى مشارفها. وأضاف أن قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام قامت حينها بزيارة الرئيس هادي بطلب مباشر من صالح، وناشدته التدخل العاجل، لأن سقوط عمران يعني أن صنعاء ستكون الهدف التالي.

إلا أن هادي، وفق القربي، ردّ على الوفد بقوله: "أنتم تريدون أن تورطوني مع أنصار الله، كما تورط صالح معهم في صعدة"، ما اعتبره القربي موقفاً قد يكون نابعًا من خلافات سياسية شخصية بين هادي وصالح، مضيفاً أن الإجابة الحقيقية على هذا التصرف "لا يملكها سوى الرئيس هادي نفسه".

وتحدث القربي عن طبيعة العلاقة بين الرجلين قبل انتقال السلطة، مشيراً إلى أنها كانت علاقة ممتازة، حيث اعتمد صالح على هادي كنائب للرئيس ونائب لرئيس المؤتمر الشعبي العام طوال 17 عامًا، بل وتم ترشيحه بقوة داخل الحزب كخليفة لصالح، بدعم من القربي والدكتور عبدالكريم الإرياني.

لكن، بعد انتقال السلطة، تغيّرت العلاقة، بحسب القربي، حيث شعر صالح بأن هادي تنكر له، خاصة خلال مؤتمر الحوار الوطني، متهماً إياه بمحاولة إقصائه من رئاسة المؤتمر.

وعن سقوط صنعاء في قبضة الحوثيين، قال القربي إنه كان متواجداً في العاصمة آنذاك، ولم يكن أحد يتوقع دخولهم بهذه السهولة وغياب أي مقاومة تُذكر من الجيش.

وفيما إذا كان صالح قد توقع أن يُقتل على يد الحوثيين، رجّح القربي ذلك، خاصة بعد أن لاحظ أن وزراء المؤتمر في الحكومة المشتركة لم يكن لهم أي نفوذ فعلي، بينما كان الحوثيون يديرون الوزارات عبر مشرفيهم.

وأشار إلى أن التوتر بلغ ذروته عندما بدأ الحوثيون بإقصاء المؤتمر، وتصاعدت الأزمة مع إحياء الحزب ذكرى تأسيسه عام 2017. كما أكد أنه كان على تواصل دائم مع الرئيس صالح بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، بحكم عضويته في اللجنة العامة للمؤتمر، وحضوره للاجتماعات التي ناقشت الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد.