أدرجت الوكالة الوطنية للأمن في هولندا، وللمرة الأولى، دولة إسرائيل ضمن قائمة الدول التي تُشكّل تهديدًا للأمن الوطني، في تحول لافت في الخطاب الأمني الهولندي تجاه تل أبيب.

جاء ذلك في تقرير رسمي صدر اليوم الأحد، بعنوان "تقييم التهديدات من الجهات الحكومية"، وسلّط الضوء على محاولات إسرائيل التأثير في الرأي العام الهولندي وصنع القرار السياسي عبر حملات تضليل إعلامية ومعلوماتية.

ووفقًا للتقرير الذي تناقلته وسائل إعلام محلية، فقد قدّمت الوكالة مثالًا على ذلك بوثيقة وُزعت في العام الماضي من قبل وزارة إسرائيلية على عدد من الصحفيين والسياسيين الهولنديين عبر قنوات غير رسمية.

وتضمنت الوثيقة معلومات شخصية وحساسة عن مواطنين هولنديين، تزامنًا مع احتجاجات اندلعت في أمستردام دعماً لفريق مكابي تل أبيب، ما أثار توترًا شعبيًا في البلاد آنذاك.

وأبدت الوكالة قلقًا متزايدًا من محاولات التأثير على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، مشيرة إلى تهديدات متنامية من جانب إسرائيل والولايات المتحدة تهدف إلى تقويض عمل المحكمة.

وحذّرت من أن الضغوط الخارجية تُضعف استقلالية المؤسسة القضائية الدولية، مؤكدة أن هولندا، بصفتها الدولة المضيفة، تتحمّل "مسؤولية خاصة" لحماية عمل المحكمة من التدخلات الأجنبية.

ويأتي هذا التقرير بعد أشهر من إصدار المحكمة الجنائية الدولية، في نوفمبر 2024، مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب على غزة.

وكانت تقارير سابقة صادرة عن الوكالة الهولندية قد أشارت إلى مخاطر تتعلق ببرمجيات تجسس إسرائيلية، إلا أن التقرير الأخير تجنّب الربط المباشر بين تل أبيب وتلك الأنشطة، مكتفيًا بالإشارة إلى محاولات التأثير السياسي والمعلوماتي.

المصدر: الجزيرة