اندلعت عصر اليوم السبت اشتباكات عنيفة في حي الحفرة بمدينة رداع بمحافظة البيضاء، بين شبان من أبناء الحي ومسلحين تابعين لميليشيا الحوثي، إثر اعتداءات حوثية طالت عددًا من المعتقلين من أبناء الحي ونقض اتفاق قبلي أُبرم مؤخرًا.

وقالت مصادر محلية لـ"المشهد اليمني" إن عناصر حوثية اعتدت بالضرب على معتقلين من أبناء رداع داخل أحد مقرات الاحتجاز، بسبب رفضهم للتعسفات والانتهاكات المتكررة بحقهم، ما أشعل فتيل المواجهات.

وكانت ميليشيا الحوثي قد فرضت حصارًا خانقًا على حي الحفرة منذ عدة أيام، قبل أن تتوصل مع وجهاء المنطقة إلى اتفاق يقضي بتسليم أحد المطلوبين مقابل إنهاء الحصار. ورغم التزام الأهالي وتسليم المطلوب، عادت الميليشيا لنقض الاتفاق، وزادت من حدة التصعيد بإرسال تعزيزات عسكرية من محافظة ذمار ونشر قناصة حول الحي.

وأسفرت المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، بينهم إصابات خطيرة في صفوف المدنيين، فيما منعت الميليشيا إسعاف المصابين وانتشال الجثث، في انتهاك صارخ للأعراف القبلية والمواثيق الإنسانية.

وأكد شهود عيان أن مسلحي الحوثي حاولوا استدراج عدد من شبان الحي إلى كمين داخل أحد الأزقة، لكن الشبان تمكنوا من الإفلات بعد اشتباك مسلح، أُصيب خلاله الشاب "ولد الحراض" بجروح خطيرة، ولا يزال في موقع الاشتباك دون السماح بنقله لتلقي العلاج.

وترددت أنباء عن مقتل الشابين "حزام سكران" و"مراد الخباز"، غير أن مصادر محلية نفت ذلك لاحقًا، وأكدت أن "مراد" أُصيب بجروح طفيفة، فيما "حزام" بخير.

وتأتي هذه التطورات في سياق التصعيد المستمر من قبل ميليشيا الحوثي ضد أبناء محافظة البيضاء، الذين يواجهون منذ سنوات حملات قمعية واقتحامات واعتقالات تعسفية متواصلة، وسط صمت دولي مريب.

وكانت المنطقة قد شهدت قبل أيام مواجهات دامية عقب اقتحام الحوثيين للحي، أسفرت عن مقتل ستة أشخاص من الطرفين، بينهم قيادي حوثي، وإصابة ثمانية آخرين.