كشفت صور حديثة التقطتها الأقمار الصناعية عن كارثة بيئية متفاقمة جنوب البحر الأحمر، ناجمة عن هجوم شنّته مليشيا الحوثي الإرهابية على سفينة الشحن التجارية "إيترنتي سي" في 9 يوليو الجاري.

ووفقًا لتحليل أجرته منظمة "باكس" الدولية، المتخصصة في رصد النزاعات والتلوث البيئي، فقد رُصد تسرّب نفطي واسع النطاق بدأ بالقرب من مدينة الحديدة، وامتد لمسافة تقارب 80 كيلومترًا، ملوثًا مساحة تُقدّر بـ210 كيلومترات مربعة.

واعتمدت المنظمة في تحليلها على صور من القمر الصناعي الأوروبي "سنتينيل-1"، التُقطت في 16 يوليو، أظهرت بوضوح بقعًا نفطية متعددة تنتشر قرب السواحل الغربية لليمن، في مشهد يعكس الآثار الخطيرة المتصاعدة للهجمات الحوثية على الملاحة والسفن التجارية.

وحذّرت تقارير بيئية من أن هذا التسرب النفطي لا يشكّل فقط خطرًا جسيمًا على البيئة البحرية والتنوع الحيوي، بل يضرب مباشرة مصادر الرزق لمئات الصيادين والسكان المحليين الذين يعتمدون على البحر كمصدر أساسي للعيش، خصوصًا في المناطق الساحلية التي تعاني أصلًا من الهشاشة الاقتصادية.

صمت دولي مثير للقلق

وفي ظل تجاهل المجتمع الدولي لتحركات الحوثيين، يتصاعد القلق من أن يتحوّل البحر الأحمر إلى ساحة فوضى بيئية وأمنية. ويرى مراقبون أن التصعيد الحوثي لم يعد مجرد تهديد للملاحة الدولية، بل تحوّل إلى قنبلة بيئية موقوتة تنذر بكارثة إقليمية طويلة الأمد، تطال اليمن وجواره البحري الحيوي.

ويطالب خبراء البيئة باتخاذ تحرك دولي عاجل لوقف التهديدات التي تمس البيئة البحرية، ومحاسبة المتورطين في انتهاك القوانين الدولية ذات الصلة بحماية السواحل والموارد الطبيعية.