شكل مختلف ومغاير للمخيمات الصيفية، نفذته السلطات في محافظة حضرموت، شرق اليمن، خلال شهر يوليو/تموز الجاري للطلاب الثانوية العامة.

في الوقت الذي تروّج فيه مخيمات مليشيات الحوثي الإرهابية للطائفية المذهبية التي تفرّق اليمنيين ولا تجمعهم، وفي حين تغرق فيه مخيمات تنظيم الإخوان الصيفية بالأفكار التخريبية والتدميرية، تميزت مخيمات حضرموت الصيفية بالتأسيس لمستقبلٍ أفضل لليمن.

"مهارات المستقبل"، كان عنوانًا للمخيم الصيفي الثالث الذي نظمه مكتب التربية والتعليم بحضرموت، وحظيّ برعاية المحافظ والسلطة المحلية، ويستمر خلال الفترة من 13 وحتى 24 يوليو/تموز الجاري.

واستهدف المخيم 120 طالبًا وطالبة من طلبة الثانوية العامة في مديريات المكلا، غيل باوزير، والشحر، وشمل برنامجًا متكاملًا من الأنشطة والفعاليات التعليمية والتوعوية والترفيهية.

وشهد مخيم "مهارات المستقبل" تدريبات نوعية في مجالات اللغة الإنجليزية، المهارات الحاسوبية والبرمجية، المهارات الحياتية، والمهارات الإلكترونية الذكية، إلى جانب برامج التوعية الصحية، تعزيز القيم التربوية، ومجموعة من الأنشطة الرياضية المتنوعة.

بناء جيل واعٍ

وأكد الأمين العام للمجلس المحلي، صالح العمقي، أن هذه المخيمات تمثل بيئةً خصبة لتنمية عقول الطلاب وصقل مهاراتهم وقدراتهم، وتُعد من أبرز الأدوات اللاصفية التي تسهم في بناء جيل واعٍ ومؤهل للمستقبل.

وأوضح العمقي أن مثل هذه البرامج النوعية تفتح الآفاق أمام الطلاب الموهوبين، وتُعد منطلقًا حقيقيًا لنجاحات قادمة، لافتًا إلى أن عديد مشاركين في الدورات السابقة تمكّنوا من تمثيل اليمن في مسابقات ومنافسات إبداعية وإلكترونية على المستويين العربي والدولي.

كما جدّد تأكيد حرص السلطة المحلية بالمحافظة، على تبني ودعم مثل هذه المبادرات التربوية والتعليمية، إيمانًا منها بالدور المحوري الذي تؤديه في تنمية الإنسان اليمني، وخلق جيل قادر على مواكبة المتغيرات العلمية والتقنية.

تعزيز المهارات والقدرات

من جانبه، قال مدير عام مكتب وزارة التربية والتعليم بساحل حضرموت، أمين باعباد، أن تنظيم المخيم الصيفي الثالث يأتي ضمن تنفيذ الخطة الإستراتيجية للمكتب؛ الرامية إلى تطوير العملية التعليمية وتحسين مخرجاتها.

وأشار باعباد في تصريحٍ خاص لـ"العين الإخبارية" إلى أن النجاحات التي حققتها المخيمات السابقة كانت دافعًا كبيرًا للاستمرار والتوسع في برامجها هذا العام.

وأضاف باعباد، أن المخيم يسعى لاستغلال الإجازة الصيفية بشكل مثمر، بعيدًا عن أوقات الفراغ التي قد تؤثر سلبًا على سلوكيات الطلاب، مؤكدًا أن العطلة الصيفية يجب أن تكون مساحةً لتعزيز المهارات، وتنمية الطاقات، واكتساب معارف جديدة، تواكب متطلبات العصر.