وسط صيفٍ لاهب وانهيار شبه تام للخدمات العامة، تشهد محافظة لحج أزمة كهربائية متفاقمة دفعت سكانها إلى إطلاق مناشدات عاجلة للسلطات العليا في الدولة، بعد إعلان إدارة الكهرباء خروج محطتي "عباس" و"ناصر" عن الخدمة بسبب نفاد مادة الديزل، دون وجود أي حلول تلوح في الأفق.

وأوضحت مصادر محلية أن التيار الكهربائي لا يكاد يصل إلا نادرًا للمنازل والمنشآت، وفي كل مرة يعود ينقطع سريعًا، ما ضاعف من معاناة السكان وأدى إلى استنزافهم نفسيًا وصحيًا، خاصة في ظل موجة حر قياسية تضرب المحافظة.

ورغم مرور آلاف القواطر المحملة بالمواد والمنتجات عبر المحافظة والتي تدر ايرادا كبيرا ، فإن الكهرباء تبقى بعيدة المنال عن السكان، الذين أبدوا استغرابهم من استمرار هذا الإهمال، وتساءلوا عن دوافعه وأسبابه الحقيقية.

ووجّه المواطنون في لحج نداءات إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ونائبه عيدروس الزبيدي، ورئيس الحكومة الدكتور سالم بن بريك، ووزير الكهرباء، ومحافظ المحافظة اللواء أحمد التركي، مطالبين بسرعة التدخل وتوفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية، وإنهاء معاناتهم الممتدة.

وتشير مصادر محلية إلى أن لحج تعاني من انهيار شامل في مختلف الخدمات العامة، رغم الإيرادات الكبيرة التي تُحصّل فيها والتعداد السكاني المتزايد، مما يثير تساؤلات حول غياب الإدارة الفاعلة والرقابة على الموارد.

ويصف سكان المحافظة الوضع بأنه "عصر ظلامي متخلف"، نشأ عن فساد ممنهج وصمت رسمي متواصل، مؤكدين فقدانهم الثقة في جدوى المناشدات التي لا تلقى آذانًا صاغية.

في ظل هذا المشهد المأساوي، تتواصل دعوات الأهالي لتدخل عاجل يعيد الحد الأدنى من الحياة إلى محافظة تُعاني بصمت، بين نار الصيف وظلمة الغياب الرسمي