استشهدت الشابة الفلسطينية رحيل محمد رصرص (32 عامًا)، من ذوي الاحتياجات الخاصة، مساء الاثنين، في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بعد معاناة مؤلمة مع سوء تغذية حاد أفقدها أكثر من نصف وزنها في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

وقالت مصادر طبية لوكالة الأناضول إن رحيل كانت تزن نحو 50 كغم قبل أشهر، لكن الحصار والمجاعة المتفاقمة تسببا في تدهور حالتها حتى تراجع وزنها إلى 25 كغم فقط. وقد عجز جسدها النحيل عن مقاومة الجوع والمضاعفات الصحية، لتلفظ أنفاسها الأخيرة وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة.

وتُظهر مقاطع مصورة تداولها نشطاء على منصات التواصل، الحالة الصحية الكارثية التي وصلت إليها رحيل، حيث بدت ملامح وجهها بارزة من شدة الهزال، مما يعكس حجم الكارثة في القطاع.

ومع استشهاد رحيل، ارتفع عدد ضحايا المجاعة في غزة إلى 20 خلال 48 ساعة فقط، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، التي أكدت أن إجمالي من قضوا جوعًا بلغ 86 شخصًا، بينهم 76 طفلًا، منذ بداية الحصار الكامل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

 مأساة غزة تتفاقم

يعاني القطاع من واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه، حيث تتزامن المجاعة القاتلة مع حرب إبادة جماعية تقودها إسرائيل بدعم أميركي، وتشمل القصف العنيف والتجويع المتعمد وتدمير البنية التحتية والنزوح الجماعي.

وبحسب وزارة الصحة، لم يتبقَ من بين 38 مستشفى في غزة سوى 16 تعمل جزئيًا، بينها 5 حكومية، وسط نقص حاد في الأدوية والأجهزة الطبية وتوقف إمدادات الغذاء. ومنذ مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل جميع المعابر بشكل شبه تام، ما فاقم أزمة الغذاء والدواء.

وشهد الأسبوع الأخير حالات إغماء وانهيار في الشوارع بسبب الجوع، في ظل عجز شبه كامل للمؤسسات الإنسانية الدولية، بينما تواصل إسرائيل عملياتها في القطاع رغم قرارات محكمة العدل الدولية الداعية لوقف الحرب.