من قلب مصفاة عدن، الشاهدة على تاريخ عريق ومستقبل واعد، يبعث الرئيس عيدروس الزبيدي برسالة حاسمة: إعادة تشغيل مصافي عدن ليست مجرد خيار، بل هي معركة مصيرية سنخوضها حتى النهاية. هذه الكلمات ليست مجرد تصريحات، بل هي التزام وطني يعكس إدراكًا عميقًا للأهمية الاستراتيجية لهذه المنشأة الحيوية ودورها المحوري في استقرار الحياة في الجنوب.

لطالما كانت مصفاة عدن أكثر من مجرد منشأة صناعية؛ إنها شريان اقتصادي حيوي لطالما رفد الجنوب بالوقود وفرص العمل، وساهم في استقرار الأسعار. توقفها عن العمل لسنوات طويلة أحدث فراغًا كبيرًا، أثر بشكل مباشر على حياة المواطن البسيط، وساهم في تدهور الأوضعات المعيشية والاقتصادية بشكل كبير.

*الأثر على حياة المواطن واستقرار الاقتصاد*

إن إعادة تشغيل مصفاة عدن تعني بشكل مباشر تخفيف العبء عن كاهل المواطن. اليوم، يعتمد السوق المحلي بشكل كامل على المشتقات النفطية المستوردة، وهو ما يستنزف كميات هائلة من العملة الأجنبية. هذا الاستنزاف المستمر يؤثر سلبًا على سعر صرف العملة المحلية، مما يؤدي إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية. تخيلوا معي الفرق عندما تتوفر المشتقات النفطية بأسعار معقولة ومنخفضة التكلفة، كونها منتجًا محليًا. هذا وحده كفيل بإحداث قفزة نوعية في استقرار الأسعار وتحسين القدرة الشرائية للمواطن.

*تعزيز التنمية المستدمة وتسهيل سلاسل الإمداد*

لكن الأهمية تتجاوز مجرد توفير الوقود بأسعار منخفضة. فإعادة تشغيل المصفاة هي المفتاح لإعادة عجلة التنمية المستدامة. ستعمل المصفاة على تسهيل سلاسل الإمدادات عبر ميناء الزيت وورش التكرير المرتبطة بها. هذا يعني توفير الوقود اللازم للمصانع والقطاعات الإنتاجية المختلفة، مما يقلل من تكاليف التشغيل ويعزز الإنتاج المحلي. كما أن وجود منتج نفطي محلي سيساهم في تقليل الاعتماد على الخارج، ويمنع استنزاف العملة الأجنبية التي تذهب حاليًا لشراء هذه المشتقات المستوردة بأسعار باهظة.

*معركة تستحق النضال*

إن المعركة التي أشار إليها الرئيس الزبيدي هي معركة اقتصادية ووطنية بامتياز. إنها تتطلب تضافر الجهود، ودعمًا كاملاً لتمكين الكوادر الوطنية من إعادة الحياة إلى هذا الصرح الاقتصادي العملاق. إن عودة مصفاة عدن للعمل تعني فجرًا جديدًا من الاستقرار والرخاء للجنوب وشعبه، وبوابة حقيقية نحو مستقبل أفضل.

#ابو_فضل

@إشارة