ضربت إيران بالمعايير الإنسانية والقيم الإسلامية بعرض الحائط واقدمت على عمل خسيس ومؤلم ضد أبناء دولة مسلمة، وتعاملت معهم بطريقة مهينة، دون أي اعتبار لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أكد على حقوق الجار والتعامل معه بإحسان وانسانية ورحمة.

فقد قامت بترحيل أعداد هائلة من المقيمين الأفغان على أراضيها، وبطريقة فجة ومذلة، وهو الأمر الذي أثار غضب واستياء حكومة طالبان حيث وصف وزير الخارجية الأفغاني "أمير خان متقي" ترحيل اللاجئين الأفغان من إيران بأنه "مؤلم ومهين" وقال متقي في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي إن السلطات الإيرانية "بدأت بترحيل اللاجئين الأفغان بصورة عشوائية ودون التنسيق معنا، حيث لم نكن جاهزين لاستقبال هذا العدد الضخم من العائدين".

وأضاف أن بلاده طلبت "مرارا وتكرارا من السلطات الإيرانية أن يكون الترحيل تدريجيا، يحفظ كرامة العائدين وممتلكاتهم"، مشيرا إلى أن معظم اللاجئين غادروا أفغانستان بسبب الحروب والأزمات الاقتصادية، وشدد على ضرورة أن تتم العودة بـ"طريقة كريمة وتدريجية"، داعيا الدول المجاورة إلى احترام مبادئ حسن الجوار والمعايير الإنسانية في التعامل مع اللاجئين

وسارعت إيران للتغطية والدفاع عن هذا العمل المشين ضد أبناء دولة مسلمة، بالإضافة الى أنها دولة جارة، وللجار حقوق عظيمة أوجبها الإسلام، فقد أعلن وزير الداخلية الإيراني إسكندر مؤمني ترحيل نحو 800 ألف مواطن أجنبي منذ 21 مارس/آذار الماضي، معظمهم من الأفغان "الذين كانوا يقيمون في البلاد بشكل غير قانوني".

وقال مؤمني في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية إن هناك نحو 6 ملايين أفغاني يعيشون في إيران، بينهم مليونا شخص يقيمون بصورة غير نظامية، مؤكدا أن قرارات الترحيل لا تشمل من يحملون إقامة قانونية.

والحقيقة ان تصريحات الوزير الإيراني هي نوع من ذر الرماد على العيون، إذ لا تقدم الحكومة الإيرانية مثقال ذرة من المساعدات للأفغان المتواجدين على أراضيها، بل هم أنفسهم من يبذلون جهود جبارة بالعمل الشاق لتوفير متطلبات الحياة الكريمة لهم ولأفراد عائلتهم، فإيران التي تتشدق بالمعايير الإسلامية، وتملاء الدنيا ضجيجا بأنها نصيرة المظلومين، ها هي تكشف حقيقتها، وتتعامل مع النساء والأطفال وكبار السن من أبناء أفغانستان بطريقة قاسية وغير إنسانية، خاصة وأنها تدرك الظروف الاقتصادية التي تمر بها هذه الدولة الجارة.