منذ وصول الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي إلى العاصمة عدن، وهو يعمل بكل ما أُوتي من قوة وعزيمة وإصرار على مواجهة التحديات، والنهوض بواقع الخدمات المعيشية، وتحقيق واقع أفضل وملائم للشعب الجنوبي، في مشهد يعكس حبه واهتمامه الصادق بشعبه ووطنه.

معركة الخدمات.. بوابة الحرب الحقيقية

لم تكن تحركات الرئيس الزُبيدي الأخيرة، بما فيها سعيه الجاد من اجل إعادة تشغيل مصافي عدن، خطوة عابرة كما يتوهم البعض، بل كانت ضربة استراتيجية موجهة إلى خاصرة الخصوم الذين اعتادوا اللعب بورقة الخدمات لإضعاف الجنوب، وإبقاء عدن وباقي المحافظات رهينة الفوضى والمعاناة.

إعادة تشغيل المصافي اليوم لا تعني فقط تشغيل منشأة اقتصادية، بل تعني كسر الحصار المفروض على عدن، وإنعاش الحركة الاقتصادية، ووضع أول لبنة حقيقية في معركة استعادة القرار السيادي الجنوبي، اقتصاديًا وإداريًا وأمنيًا.

هذا الإنجاز وحده كفيل بتأكيد أن المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس الزُبيدي لا يُجيد رفع الشعارات الفارغة كما يفعل الآخرون، بل يصنع من وسط الركام إنجازًا حقيقيًا يمس حياة المواطن وكرامته.

الحرب الإعلامية.. وسلاح الشائعات

لم يكن غريبًا أن تتكثف في هذه المرحلة الحملات الإعلامية المسعورة ضد الرئيس الزُبيدي وضد المجلس الانتقالي، فكل انتصار يتحقق للجنوب يُقابله نباح المرتزقة وأصوات الحاقدين الذين يدركون جيدًا أن صمود الجنوب اليوم هو إفشال لمشاريعهم وأوهامهم في إعادة الجنوب إلى مربع التبعية والارتهان.

الشائعات، وحملات التشويه، ومحاولات بث اليأس في نفوس الجنوبيين، ليست سوى أدوات حرب جديدة بعدما فشلت الحروب العسكرية والسياسية في كسر إرادة هذا الشعب وقائده.

الزّبيدي.. بين إدارة المعركة وتحصين الداخل

يعرف القائد الزُبيدي حجم المعركة وتعقيداتها، وهو يديرها بحنكة عالية تجمع بين الحفاظ على الجبهة الداخلية الجنوبية، وتعزيز علاقاته الإقليمية والدولية، وتحريك الملفات الحيوية، من الخدمات إلى الأمن، ومن السياسة إلى الاقتصاد، ضمن رؤية وطنية تؤمن بأن الجنوب لا يمكن أن يستقر إلا بقيادة جنوبية تمتلك قرارها بيدها.

الزبيدي اليوم يقود الجنوب وهو مدرك أن خصومه لا يتوقفون عند حدود الحرب الظاهرة، بل يحاولون ضرب الداخل، تشتيت الجهود، وتغذية الصراعات الداخلية، ولهذا نراه يركز على مواجهة التحديات بروح الدولة لا بروح المكايدة.

من خلال تفعيل المؤسسات، مواجهة الفساد، وتقوية المؤسسات الأمنية والعسكرية، والعمل على إعادة الثقة بين المواطن والدولة، يضع الزُبيدي أسس معركة طويلة لكنها محسومة لمن يملك الإرادة والقرار والشرعية الشعبية.

الحقيقة التي يجب أن يفهمها الجميع

ما يجري اليوم ليس أزمة خدمات عابرة، ولا خلاف سياسي داخلي، بل معركة هوية وسيادة ومستقبل وطن.

الرئيس الزُبيدي لا يخوض هذه المعركة بصفته رئيس الانتقالي فقط، بل بصفته قائدًا لمشروع وطني كبير، يقف خلفه شعب، ويضع أمامه حلم استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.

لهذا، فإن أي محاولة لضرب هذا المشروع من الداخل أو الخارج، هي محاولة فاشلة طالما بقي الشعب الجنوبي واعٍ بحجم المخاطر، ومدرك لأهمية الالتفاف حول قيادته.

الخلاصة: الجنوب أمام مفترق طرق..

إما أن ينتصر هذا المشروع بقيادة الزُبيدي، وإما أن تنجح أدوات الحرب الجديدة في إعادة الجنوب إلى مربع الضياع.

لكن المؤشرات، بما فيها صمود الجنوب وعاصمته الجنوبية الأبدية " عدن "، ونجاح المجلس الانتقالي، واستمرار العمل على الأرض رغم كل العراقيل، تؤكد أن الجنوب اليوم أقوى، وخصومه أضعف مما يتوهمون.

لذا يجب على الجميع أن يفهم أن معركة الزُبيدي ليست معركته وحده، بل معركتنا جميعًا. وأي انتصار له، هو انتصار لكل جنوبي حر.