نظم العشرات من أبناء مديرية جبل حبشي، اليوم السبت، وقفة احتجاجية في مركز المديرية، رفضًا لمشروع حفر عدد من الآبار الارتوازية في وديان المديرية، والذي يُعد جزءًا من مشروع مياه "الشيخ زائد" الذي أُعلن عنه مؤخرًا لحل أزمة المياه في مدينة تعز.

وأكد المحتجون خلال الوقفة أن حفر هذه الآبار في مناطق جبلية لا تتوافر فيها مقومات المياه الجوفي بشكل كافٍ، سيؤدي إلى نزف المياه وانهيار المخزون المائي في الآبار التقليدية التي تعتمد عليها السكان في حياتهم اليومية، مشيرين إلى أن هذه المناطق تفتقر إلى الأحواض المائية الطبيعية، وتعاني أصلاً من شح المياه، خاصة في فصل الصيف.

وأشار المشاركون في الوقفة إلى أن استنزاف المياه الجوفية عبر الحفر العشوائي دون دراسة علمية أو مراعاة التوازن البيئي، سيُفاقم من معاناة السكان، ويهدد استقرارهم المعيشي، داعين الجهات المعنية إلى إعادة النظر في الموقع المخصص لحفر الآبار، والبحث عن مناطق أخرى أكثر ملاءمة.

يُذكر أن الآبار الارتوازية التي يعتزم تنفيذها في منطقة جبل حبشي تأتي ضمن مشروع مياه "الشيخ زائد"، الذي أعلنه طارق صالح، رئيس المكتب التنفيذي للمشاريع في محور تعز، كمشروع استراتيجي لإنقاذ مدينة تعز من أزمة العطش المتفاقمة التي تعاني منها منذ سنوات جراء الحرب والانهيار في البنية التحتية.

وكان المشروع قد لاقى ترحيبًا من قبل سكان مدينة تعز الذين يعانون من نقص حاد في مياه الشرب، إلا أنه في المقابل أثار قلقًا لدى أهالي المناطق التي تم اختيارها لحفر الآبار فيها، والذين يتخوفون من أن يكون الثمن المدفوع لحل أزمة تعز المائية هو استنزاف مواردهم المائية وتجفيف منابعهم الطبيعية.

وطالب أبناء جبل حبشي الجهات القائمة على المشروع بضرورة إجراء دراسات هيدروجيولوجية دقيقة وشاملة، وفتح حوار مجتمعي مع أهالي المديرية قبل الشروع في تنفيذ أي أعمال حفر، للحفاظ على الموارد المائية وضمان توزيعها العادل بين جميع المناطق.