شهدت المحافظات اليمنية اليوم مشهداً نادراً من الوحدة الوطنية، حيث توافد آلاف المشيعين لتوديع الشيخ زيد محمد أبو علي، النائب البرلماني والزعيم القبلي المعروف، في جنازة وصفت بأنها الأكبر من نوعها في تاريخ المنطقة.

وانطلق الموكب الجنائزي من العاصمة صنعاء متجهاً نحو مسقط رأس الفقيد في مدينة الطويلة بمحافظة المحويت، حيث غصت الشوارع بالحشود التي جاءت من مختلف المناطق لتشارك في هذا الحدث المؤثر.

وأدى المشيعون صلاة الجنازة في ثلاث محطات مختلفة بسبب الضغط الكبير للحضور، بدءاً من جامع الصالح بصنعاء، مروراً بالشارع العام في الطويلة، وانتهاءً بالمقبرة المحلية، حيث دفن الراحل وسط مشاعر حزن عميقة.

كسوف الشمس 2027 الأطول منذ 1991 يعبر 10 دول ويمنح جدة 6 دقائق كاملة من الظل الكلي

موعد ومكان الصلاة عليه.. وفاة الأمير النائم الوليد بن خالد بن طلال بعد 20 عامًا في غيبوبة إثر حادث لندن

المبعوث الأممي يحذّر من إصدار الحوثي عملات جديدة ويصفها بأنها ضربة لاستقرار الاقتصاد اليمني

ويُذكر أن الشيخ أبو علي توفي يوم الخميس الموافق 17 يوليو الجاري عن عمر يناهز 64 عاماً، بعد مسيرة حافلة بالعطاء الوطني والعمل الاجتماعي، حيث اشتهر بحكمته وتواضعه ودوره الفاعل في فض النزاعات المحلية.

وقد توالت رسائل التعزية من أبرز الشخصيات اليمنية، حيث نعاه رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، ونائب الرئيس السابق علي محسن صالح، ورئيس مجلس النواب سلطان البركاني، بالإضافة إلى قيادات حوثية بارزة مثل مهدي المشاط ومحمد علي الحوثي.

وتميز الراحل بمواقفه الوطنية الثابتة، حيث عُرف بمعارضته للانقلاب الحوثي، وشارك في انتفاضة ديسمبر 2017 التي قادتها قبيلته ضد الجماعة، كما وقف إلى جانب القيم الجمهورية والثورة اليمنية في كافة محطات حياته.

وكان للفقيد ظهور إعلامي محدود في الآونة الأخيرة، حيث استضافته قناة السعيدة في برنامج “حصاد السنين” الذي بثت حلقة منه قبل يومين من وفاته، فيما من المقرر عرض الحلقات المتبقية خلال الأسبوع الجاري.

ينتمي الشيخ زيد أبو علي إلى جيل حامل لراية الثورة اليمنية، حيث ورث عن والده المشارك في ثورة 26 سبتمبر وإبان حصار السبعين، المبادئ نفسها، وظل وفياً لها حتى آخر أيامه، رغم كل التحديات والمخاطر التي واجهها.