شهدت العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة المحويت، اليوم السبت، تشييعاً مهيباً للشيخ البرلماني زيد محمد أبو علي، الذي رحل بعد مسيرة طويلة من العمل الوطني والقبلي، تميز خلالها بمواقفه الوطنية ورفضه للانقلاب الحوثي رغم بقائه في صنعاء حتى وفاته.

وبدأت مراسم التشييع بالصلاة على الفقيد في جامع الصالح بالعاصمة صنعاء، قبل أن يُوارى جثمانه الثرى في مسقط رأسه بمديرية الطويلة، وسط حضور واسع من المواطنين والمحبين والمشائخ، إلى جانب شخصيات اجتماعية وسياسية بارزة وقيادات من حزب المؤتمر الشعبي العام.

ويُعد الشيخ زيد أبو علي أحد أقدم الأعضاء البرلمانيين في اليمن، حيث شغل عضوية مجلس النواب عن حزب المؤتمر الشعبي العام لثلاث دورات متتالية ممثلاً للدائرة 231، وسبق تكريمه بلقب "عميد البرلمانيين اليمنيين".

ولد الفقيد في مدينة الطويلة بمحافظة المحويت، وتلقى تعليمه الأولي في كتّاب قريته، ثم برز كشخصية قبلية لعبت دوراً محورياً في حل الخلافات وتقريب وجهات النظر، خصوصاً في أوساط القبائل اليمنية.

وخلال حروب المناطق الوسطى عام 1979، التحق الشيخ زيد بالجيش الشعبي، وكان من الأعضاء المؤسسين لحزب المؤتمر الشعبي العام، وتدرج في هياكله حتى بلغ عضوية اللجنة العامة للحزب.

ورغم وجوده في مناطق سيطرة الحوثيين، لم يُعرف عن الشيخ أبو علي أي تقارب مع الجماعة، بل ظل متمسكًا بمواقفه السياسية الرافضة للانقلاب، وظهر قبل أيام من وفاته في مقابلة تلفزيونية مؤثرة على قناة "السعيدة"، قائلاً:

"يا العافية ودعتش الله، والموت حيا به مياتي،

إذا تولى الأمر رجعي، فموتي أبقى من حياتي".

وقد نعته شخصيات حكومية وقيادات حزبية بارزة، مشيدةً بمواقفه الوطنية وشخصيته التوافقية، ودوره الكبير في خدمة اليمن وأبنائه خلال مسيرة حافلة امتدت لعقود.