تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
مدينة إب تحت رحمة السيول.. وإهمال المسؤولين يفاقم المأساة
79 قراءة  |

 

 

في كل زاوية من زوايا مدينة إب الخضراء، التي طالما تغنى بها الشعراء وتزينت بجمالها الطبيعة، تتجلى اليوم مأساة إنسانية تدمي القلوب، وليست الكارثة هنا مجرد أمطار غزيرة أو سيول جارفة، بل هي حصيلة إهمال مزمن وتجاهل متعمد من قبل من أوكلت إليهم أمانة حماية الأرواح والممتلكات.

 

إب، التي كانت يوماً ما قبلة للجمال، أصبحت اليوم مسرحاً لقصص الوجع، حيث تتلاطم أمواج السيول بأحلام البسطاء، وتجرف معها ما تبقى من أمل في غد أفضل، أما المسؤولون، الذين كان من المفترض أن يكونوا صمام الأمان، تحولوا إلى متفرجين، بل وربما مستفيدين من هذه الكوارث، وكأن أرواح الناس وممتلكاتهم غنيمة باردة تُضاف إلى سجلات فسادهم.

 

لم تكن السيول التي اجتاحت مدينة إب مجرد ظاهرة طبيعية عابرة، بل كانت كاشفاً قاسياً لحقيقة مرة، من بنية تحتية متهالكة، وشبكات تصريف معدومة، وتخطيط عشوائي للمدينة، فكل قطرة مطر تحولت إلى سيل جارف، وكل سيل تحول إلى كارثة.

 

الأسر فقدت منازلها، والممتلكات جُرفت، والأهم من ذلك، الأرواح أزهقت، أطفال ونساء ورجال، كانوا قبل لحظات يمارسون حياتهم الطبيعية، أصبحوا بين عشية وضحاها ضحايا لإهمال المسؤولين.

قصص مأساوية تتوالى، عن أسر كاملة ابتلعتها السيول، وعن ناجين فقدوا كل ما يملكون، ولم يتبق لهم سوى الألم واليأس، إنها ليست مجرد أرقام في تقرير، بل هي حكايات إنسانية تروي فصولاً من المعاناة، وتكشف عن حجم الجريمة التي ترتكب بحق هذه المدينة الصامدة.

 

في خضم هذه المأساة، يبرز دور المسؤولين كعلامة استفهام كبرى، فبدلاً من أن يكونوا في الصفوف الأمامية لإنقاذ المتضررين وتقديم العون، يبدو أنهم غارقون في حساباتهم الخاصة، وكأن مدينة إب بضحاياها ومعاناتها ليست سوى غنيمة جديدة تضاف إلى رصيدهم.

فلا خطط استباقية، ولا استجابة سريعة، ولا بنية تحتية قادرة على تحمل الكوارث، فققط كل ما هنالك هو صمت مطبق، وتصريحات خجولة لا تسمن ولا تغني من جوع.

إن هذا الإهمال المتعمد، وهذا التجاهل الصارخ لمعاناة الناس، لا يمكن وصفه إلا بالجريمة، فالمسؤولية هنا لا تقتصر على التقصير في الواجب، بل تتعداها إلى استغلال الكارثة لتحقيق مكاسب شخصية، في مشهد يثير الاشمئزاز ويدعو إلى الثورة على هذا الواقع المرير.

إن ما يحدث في مدينة إب ليس مجرد كارثة طبيعية، بل هو نتاج تراكمات من الإهمال والفساد، وتعبير صارخ عن غياب الضمير الإنساني لدى من بيدهم الأمر، وإن صرخة الضحايا، وأنين المتضررين، يجب أن تكون جرس إنذار يدق في آذان كل مسؤول، وكل من يرى في هذه المدينة وأهلها مجرد أرقام أو غنائم.

فهل من مستجيب؟ هل من ضمير يستفيق قبل فوات الأوان؟ أم أن إب ستظل تدفع ثمن إهمال المسؤولين، وتغرق في بحر من المعاناة، بينما يواصل الفاسدون رقصهم على أنقاضها؟ إنها دعوة للصحوة، دعوة للتحرك، قبل أن تتحول هذه المدينة الخضراء إلى مجرد ذكرى مؤلمة في سجلات التاريخ.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
تعز اونلاين | 910 قراءة 

في تطوّر جديد بأسعار العملات، بدأ بنك الكريمي اليوم الأربعاء 6 أغسطس 2025 التزامه بسعر الريال السعود


مساحة نت | 789 قراءة 

للأسبوع الأول منذ فترة طويلة، بدأ اليمنيون يلمسون مؤشرات إيجابية في سوق الصرف، حيث واصل الريال الي


كريتر سكاي | 771 قراءة 

أعلنت الشركة اليمنية للمطاحن وصوامع الغلال بعدن التابعة لمحموعة هائل سعيد ا


كريتر سكاي | 766 قراءة 

شهدت منطقة السويداء بمديرية ماوية اليوم تجمهرًا لعشرات المواطنين أمام محل ص


يني يمن | 653 قراءة 

يواصل الريال اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، استقراره أمام العملات الأجنبية، لليوم الرابع على التوالي


كريتر سكاي | 647 قراءة 

شهدت منطقة السويداء بمديرية ماوية اليوم تجمهرًا لعشرات المواطنين أمام محل ص


حشد نت | 615 قراءة 

اعتراف حوثي جديد بخسائر بشرية في صفوف القيادات الميدانية


كريتر سكاي | 530 قراءة 

الدولار الأمريكي: الشراء: 1617 البيع: 1632الريال السعودي: الشراء: 425 البيع


المنتصف نت | 527 قراءة 

في بلادٍ عصيّةٍ على الانكسار، خُلِق رجالٌ نُسِجوا من ترابها، وتكوّنت ملامحهم من صلابتها، وكان أحمد ع


نافذة اليمن | 510 قراءة 

شهدت العاصمة عدن، اليوم الأربعاء، توقف عملية بيع العملات الأجنبية، حيث أوقفت البنوك التجارية وشركات