شهدت مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، مساء اليوم، احتجاجات شعبية غاضبة تطورت إلى قطع عدد من الشوارع الرئيسية في تصعيد غير مسبوق، نفذه مواطنون غاضبون من تردي الأوضاع المعيشية والخدمية، وانهيار الكهرباء وارتفاع أسعار الوقود والغلاء الفاحش الذي يكاد يختنق تحت وطأته كل بيت يمني.

وخرج المئات من أبناء المدينة في مظاهرات حاشدة، رفعوا خلالها شعارات حملت انتقادات لاذعة للمسؤولين، وطالبت بتحسين المعيشة، ووقف انهيار العملة المحلية، والسيطرة على أسعار المشتقات النفطية التي فاقت قدرة المواطن البسيط، مشيرين إلى أن الأوضاع الحالية باتت تهدد الاستقرار المجتمعي، ووصفت بعضها بأنها "على حافة الانفجار الشعبي".

وأكد المتظاهرون أن معاناتهم اليومية لم تعد تحتمل، وأن الحياة في المكلا أصبحت شبه مستحيلة بسبب انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وغياب خدمات المياه، وتدهور الوضع الصحي والتعليمي، إضافة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية التي أنهكت كاهل الأسرة اليمنية.

واتّهم المحتجون سلطات المحافظة بالفساد وسوء الإدارة، وحمّلوها مسؤولية تردي الخدمات، مشددين على أن الحلول المُعلنة حتى اللحظة لم ترقَ إلى مستوى التوقعات، بل ظلّت مجرد تصريحات إعلامية لا تلامس الواقع.

ودعا المشاركون في الاحتجاجات الحكومة المركزية والسلطات المحلية إلى التحرك الفوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مؤكدين أن "السكوت لم يعد خيارًا"، وأن الشارع سيظل مفتوحًا حتى تحقيق مطالبهم المشروعة، ووقف حالة التدهور التي تضرب المكلا وبقية مدن حضرموت.

وتتزامن هذه الاحتجاجات مع مؤشرات متزايدة على تصاعد الغضب الشعبي في مختلف المحافظات المحررة، حيث تكرّر مشهد التظاهرات الرافضة للواقع المعيشي المتردي، في ظل اتهامات للحكومة بالعجز، وللمجالس المحلية بالفساد والتقاعس.