تصاعدت المآسي الإنسانية في مخيمات النازحين اليمنيين، بعد اندلاع حريق مروع في مخيم دير الهندي بمديرية القناوص في محافظة الحديدة، التهم مساكن 18 أسرة نازحة، تاركًا خلفه خسائر مادية فادحة وتشريد العشرات من دون مأوى.

وأوضحت جمعية الهلال الأحمر اليمني في الحديدة أن الحريق نشب نتيجة انفجار أسطوانة غاز منزلي، قبل أن تمتد ألسنة اللهب بسرعة كبيرة بين مساكن النازحين المصنوعة من القش، وهو ما صعّب مهمة إخماد النيران ومنعها من التوسع. وأضافت أن فرقها قدّمت مساعدات غذائية وإيوائية عاجلة للمتضررين، في محاولة للتخفيف من آثار الكارثة.

ويأتي هذا الحادث بعد أقل من شهر على حريق مماثل في محافظة مأرب، شرقي البلاد، حيث التهمت النيران مساكن 5 أسر نازحة في مخيم التضامن – قطاع جو النسيم، مخلفة دمارًا واسعًا في ممتلكاتهم وتشريدهم في العراء، بينهم مدير المخيم نفسه.

وأشارت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين إلى أن 66 حادثة حريق سجلت في مخيمات مأرب منذ مطلع العام الجاري، أسفرت عن وفاة شخص واحد وإصابة 11 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة وتشريد عشرات الأسر.

وحذّرت الوحدة من أن غياب الاستجابة الإنسانية، خاصة فيما يتعلق بتوفير مساكن آمنة ومقاومة للحرائق والتقلبات المناخية، يُفاقم أوضاع آلاف الأسر النازحة، ويجعلها عرضة لمخاطر متكررة تهدد حياتهم وكرامتهم.

وتواجه آلاف العائلات النازحة في اليمن تحديات متصاعدة في ظل استمرار الحرب، وانعدام الدعم الكافي من المنظمات الإنسانية، ما يضع ملف النازحين أمام مسؤولية دولية وأخلاقية باتت تتطلب تدخلاً عاجلاً وفعّالاً.