دخلت قوات العشائر السورية، يوم الخميس، مدينة السويداء جنوبي البلاد، في تطور ميداني غير مسبوق، جاء عقب إعلان النفير العام من قبل القبائل العربية لنصرة عشائر البدو، وسط تصاعد حاد في العنف، واتهامات بارتكاب مجازر وعمليات تهجير بحق السكان.

وأفادت قناتا "العربية" و"الحدث" أن آلاف المقاتلين من أبناء العشائر توافدوا إلى السويداء، وبدؤوا بالسيطرة على عدد من القرى والبلدات، بينها بلدة المزرعة، فيما اقتربوا من المدينة من الجهة الشمالية عبر طريق دمشق – السويداء.

وفي بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه، قالت العشائر: "نتابع بقلق بالغ ما يُرتكب من جرائم قتل وإبادة بحق عشائر البدو في السويداء، وما خلّفته من تشريد وتهجير للأبرياء"، مؤكدة أن "من حقنا المشروع الدفاع عن النساء والأطفال ورد العدوان عن المظلومين".

وأضاف البيان أن أي تحرك من قبل الحكومة السورية لعرقلة وصول المقاتلين أو اتخاذ إجراءات ضدهم "يعد انحيازاً صريحاً إلى الجلاد"، محملاً من يقف خلفه "مسؤولية أخلاقية وتاريخية" عن استمرار المجازر.

وأكدت العشائر أنها "ستقف صفاً واحداً في مواجهة أي استهداف لمقاتليها"، مشيرة إلى أن 41 قبيلة وعشيرة من مختلف أنحاء البلاد تشارك في هذه المعارك، وأن الآلاف من أبناء القبائل في العراق والأردن ولبنان يستعدون للانضمام إلى المعركة.

وفي المقابل، أعلنت الرئاسة السورية أن قرار سحب القوات النظامية من مدينة السويداء جاء في إطار جهود تهدئة، لكنها أشارت إلى أن ما حدث لاحقاً "شكّل خرقاً واضحاً للتفاهمات"، متهمة "قوات خارجة عن القانون" بشن حملة عنف دموية وثقتها وسائل الإعلام، وتهدد بانهيار أمني شامل.

وأكد البيان أن الدولة "لن تتنازل عن حقها في بسط سيادتها وتطبيق القانون"، في إشارة إلى تمسك دمشق باستعادة السيطرة على المدينة.

وبحسب مصادر ميدانية وقبلية، قُتل أكثر من 100 شخص يوم الخميس نتيجة الهجوم الذي شنته فصائل موالية للشيخ حكمت الهجري، في حين أُجبر عشرات الآلاف من السكان على النزوح، وسط عمليات إحراق ممنهجة طالت منازل ومزارع المدنيين.

وتحدثت مصادر من داخل قوات العشائر عن مشاركة أكثر من 50 ألف مقاتل في الهجوم، بينما يستعد عشرات الآلاف للالتحاق خلال الساعات المقبلة من مناطق الشرق السوري وحلب وريفها، في ما وصفته بعض المصادر بـ"الزحف القبلي الأكبر في تاريخ الصراع السوري".