اتهم أولياء أمور ومصادر تربوية في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، الجماعة بالتلاعب المتعمد بنتائج امتحانات الثانوية العامة، عبر إسقاط آلاف الطلاب عمداً بهدف إحباطهم ودفعهم إلى ترك التعليم والانضمام إلى الجبهات، مقابل منح الدرجات المرتفعة لأبناء القيادات والمقاتلين العائدين من ساحات القتال دون وجه حق.

وأكد أولياء أمور تحدثوا لصحيفة الشرق الأوسط أن أبناءهم رُسّبوا رغم تحصيلهم الدراسي المرتفع، معتبرين ما حدث بمثابة "عملية ممنهجة لكسر الطلاب وتوجيههم نحو التجنيد الإجباري". وقال أحدهم إن ابنه رُسّب في أربع مواد في القسم الأدبي، رغم تفوقه الواضح، مشيرًا إلى محاولات سابقة من إدارة المدرسة لاستدراجه إلى إحدى الجبهات التابعة للحوثيين.

من جهتها، كشفت مصادر تربوية عن تسجيل آلاف العناصر الحوثية في الصف الثالث الثانوي دون أن يمروا بالمراحل التعليمية النظامية، مؤكدة أن كثيرًا منهم حصلوا على درجات مرتفعة رغم عدم حضورهم الحصص الدراسية أو أداء الامتحانات، في الوقت الذي تم فيه إسقاط أكثر من 19 ألف طالب من الذكور هذا العام وحده.

وحذّرت المصادر من "مخطط حوثي منظم" لإخراج عشرات الآلاف من الطلاب من المسار التعليمي الطبيعي، مقابل تقديم النجاح المشروط مقابل الالتحاق بالجبهات، فيما يُعد نموذجًا صارخًا لاستخدام التعليم كأداة للتجنيد والسيطرة الأيديولوجية.

وأشارت المصادر إلى أن الميليشيا منحت خلال العامين الماضيين أكثر من 120 ألف شهادة ثانوية بقسميها العلمي والأدبي لأشخاص موالين لها، غالبيتهم لم يتلقوا أي تعليم نظامي.

وفي وقت أعلنت فيه وزارة التربية والتعليم التابعة للحوثيين، مطلع الأسبوع الجاري، أن نسبة النجاح في الثانوية العامة بلغت 89.88% من أصل 213,822 طالباً وطالبة، شدد خبراء تربويون على أن هذه الأرقام "مضللة"، وتأتي في سياق ترويج إعلامي يهدف إلى التغطية على الانهيار الكارثي الذي يضرب العملية التعليمية في مناطق سيطرة الجماعة.

وتشهد المدارس في تلك المناطق، وفق تربويين، عمليات ممنهجة لتسييس المناهج وتحويل المدارس إلى منصات دعائية، بالتوازي مع حرمان آلاف المعلمين من رواتبهم، واستخدام الامتحانات كأداة ضغط وإخضاع.

وفي السياق، جددت الحكومة اليمنية مطالبتها للمجتمع الدولي بإدراج جماعة الحوثي ضمن القوائم السوداء لانتهاكها حقوق الأطفال، في حين تؤكد نقابة المعلمين اليمنيين أن الجماعة تستخدم التعليم كرافد مباشر للجبهات عبر سياسة الترهيب والإقصاء، وتفريغ العملية التعليمية من مضمونها الوطني والمدني.