تشهد فرنسا موجة حرائق غابات عنيفة تضرب مناطق متفرقة من الجنوب والغرب، في مشهد وصفه مسؤولون بأنه من بين "الأسوأ" في السنوات الأخيرة.

وأعلنت السلطات المحلية حالة استنفار قصوى في أعقاب اندلاع حرائق ضخمة أبرزها في بلدية مارتِيغ شمال غرب مرسيليا، تزامنًا مع موجة حر قاسية ورياح قوية ساعدت على سرعة انتشار النيران.

اندلع حريق عنيف في مارتِيغ مساء الخميس، وامتد بسرعة ليبتلع نحو 240 هكتارًا من الغابات. رغم جهود أكثر من 970 رجل إطفاء مدعومين بـ320 آلية و9 طائرات ومروحيات، لا يزال الحريق خارج السيطرة بالكامل حتى صباح الجمعة. وأكدت السلطات تحسنًا طفيفًا في الوضع بفضل ارتفاع نسبة الرطوبة وتراجع الرياح.

أوضحت محافظة بوش-دو-رون أن 120 منزلًا في منطقتي سان جوليان وليه فانتغون كانت تحت التهديد المباشر، مما استدعى فرض حظر تجوال صارم في المناطق المحيطة. ولم تُسجَّل حتى الآن خسائر بشرية، فيما لا تزال تقييمات الأضرار مستمرة على الأرض.

في منطقة أرديش، تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على حريق اندلع في غابات "سيفين" بعد أن التهم 40 هكتارًا. وأفادت إدارة الإطفاء أن النيران توقفت عن التمدد، مرجّحة أن يكون السبب مرور آلة تقليم، دون تهديد للمنازل. وأُغلقت بعض الطرق مؤقتًا لحماية المدنيين.

في حادث منفصل، اندلع حريق في غابة بروسيلياند الشهيرة غرب فرنسا، ما أدى إلى احتراق نحو 100 هكتار. وشارك في إخماد الحريق نحو 200 رجل إطفاء مع دعم جوي من طائرات متخصصة، وتمت السيطرة جزئيًا على النيران رغم صعوبة التضاريس.

دفعت هذه الحرائق المتزامنة السلطات إلى رفع حالة التأهب في معظم مناطق الجنوب والغرب، وسط تحذيرات من تكرار سيناريوهات الكوارث السابقة في ظل الظروف المناخية القاسية. وتمّ تعزيز التنسيق بين الأجهزة الأمنية والإطفائية في محاولة للحد من اتساع رقعة النيران.

مع استمرار درجات الحرارة المرتفعة وجفاف الغطاء النباتي، تبقى فرنسا في مواجهة مفتوحة مع موسم حرائق غير متوقع. ودعت الحكومة السكان إلى الحذر الشديد والامتثال للتوجيهات الطارئة، وسط جهود متواصلة لحماية الأرواح والطبيعة من مزيد من الدمار.