في تطور خطير يفاقم تداعيات الحرب خارج نطاقها العسكري، أظهرت صور أقمار صناعية حديثة تسربًا نفطيًا واسع النطاق جنوب البحر الأحمر، يُعتقد أنه ناجم عن غرق سفينتين تجاريتين تم استهدافهما مؤخرًا من قبل مليشيا الحوثي في هجمات وُصفت بأنها الأشد منذ تصاعد التوتر في الممرات البحرية.

وبحسب تحليل لوكالة أسوشيتد برس، فإن بقع التلوث الناتجة عن غرق سفينتي الشحن "إتيرنيتي سي" و"ماجيك سيز" امتدت لمسافات شاسعة تجاوزت الـ80 كيلومترًا، مهددةً بتدمير الأحياء البحرية في واحدة من أكثر البيئات تنوعًا على مستوى العالم.

وأشار خبراء بيئيون إلى أن

مصدر التسرب هو خزانات التشغيل التي تحوي زيوتًا ثقيلة وسامة، تُستخدم عادة في محركات السفن، ما يعني أن الضرر البيئي سيكون طويل الأمد ما لم يتم احتواؤه سريعًا.

وحذّر المختصون من احتمال امتداد البقع النفطية إلى السواحل الإفريقية، خصوصًا إريتريا، وتهديدها المباشر لعدد من المحميات الطبيعية، وسط مخاوف من أن تتسبب الرياح والتيارات في توسيع نطاق الكارثة.

ورغم أن الهجمات الحوثية غالبًا ما تُسلط الأضواء على تهديدها للملاحة الدولية وخطوط التجارة العالمية، إلا أن هذا التسرب يكشف وجهًا آخر أكثر صمتًا وخطورة: تدمير النظام البيئي البحري في منطقة تعتمد عليها شعوب عدة في الغذاء والاقتصاد والسياحة.

ويرى مراقبون أن هذا الحدث البيئي يجب أن يُعيد توجيه الاهتمام الدولي، ليس فقط نحو تأمين الممرات المائية عسكريًا، بل أيضًا نحو حماية البيئة البحرية من التداعيات غير المحسوبة للحرب، والتي لا تميز بين ناقلة نفط ومحمية طبيعية.